توجس روسي من تصاعد النفوذ التركي جراء ترحيل الدواعش إلى البلقان والقوقاز

أثار ترحيل تركيا للمرتزقة الدواعش إلى دول كانت خاضعة للامبراطورية العثمانية توجساً روسياً, حيث تسعى أنقرة إلى زعامة الدول الناطقة بالتركية من حولها وتوسيع نفوذها في دول البلقان والقوقاز.

تتناول وسائل الإعلام الروسية في تحليلات مُعمّقة بين حين وآخر، محاولات أردوغان تعزيز نفوذ بلاده في دول الاتحاد السوفييتي السابق الناطقة بالتركية، مما يعكس توجّساً رسمياً لدى موسكو من سعي أنقرة لإثارة القلاقل، عبر ترحيل الدواعش بشكل خاص، إلى دول كانت خاضعة للإمبراطورية العثمانية، خاصة بعد فشل أردوغان في الزعامة الإسلامية وحتى على مستوى محيطه الإقليمي.

وفيما تتعامل دول الاتحاد الأوروبي بجفاء مع دول البلقان ولا تُعيرها اهتماماً، يقول الكاتب الروسي إلكسندر سامسونوف، في مقال له، إنّه “بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، بدأت تركيا تدريجياً في بناء سياسة عسكرية وسياسية واقتصادية جديدة في المناطق التي كانت في السابق جزءا من الإمبراطورية العثمانية، في البلقان والشرق الأوسط والقوقاز. وهذه العملية ملحوظة بشكل خاص في ظل حكم أردوغان”.

وهاجم الكاتب في مقاله مسار أردوغان الواضح نحو أسلمة المجتمع، فهو “لا يتصرف كرئيس منتخب ديمقراطياً، إنما كخليفة وسلطان، كرئيس العالم الإسلامي والتركي”.

طموح تركي نحو زعامة الدول الناطقة بالتركية من حولها

وحذّر الكاتب الروسي من طموح أنقرة نحو زعامة الدول الناطقة بالتركية من حولها، عبر توحيد أذربيجان وتركمانستان وأوزبكستان وقرغيزستان وكازاخستان، سيّما وأنّ لتركيا مصالحها الخاصة في القرم، وفي تتارستان وبشكيريا.

وأشار للخلافات العميقة بين موسكو وأنقرة في ملفات سوريا وليبيا والغاز الروسي ومشروع السيل التركي، خاصة أنّ الأتراك يعتزمون تشغيل خط أنابيب الغاز عبر بحر قزوين، والذي سيربط أذربيجان وتركمانستان، وربما كازاخستان. وهذا يعني تحول تركيا إلى مركز رئيس للغاز.

كما وتثور تساؤلات روسية حول الدور التركي في تسهيل نقل الدواعش لأراضي الاتحاد السوفييتي السابق، الأمر الذي يُهدّد العلاقة مع موسكو وفقاً لمُراقبين سياسيين.

كما تستخدم الحكومة التركية أتراك شبه جزيرة القرم كورقة ضغط في علاقاتها مع روسيا، وتسعى إلى إظهار رفضها للأمر الواقع الذي تحاول الحكومة الروسية فرضه هناك بطرق شتى.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى