جيفري يترك منصبه كمبعوث لسوريا .. ويتوقع استمرار سياسته في البلاد

أبلغ المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري نظراءه الأوروبيين والعرب وأطراف الأزمة السورية، بقرار استقالته بعد أكثر من سنتين من تسلمه لمنصبه، وعمله على دعم السياسة التركية في البلاد، والتي أدت إلى احتلال مدينتي سري كانيه وكري سبي، وحماية الجماعات المتطرفة في إدلب.

بعد أكثر من سنتين على تسلمه منصب المبعوث الأمريكي إلى سوريا، اتصل جيمس جيفري بعدد من نظرائه الأوروبيين والمسؤولين العرب والأطراف السورية في الساعات الماضية، لإبلاغهم انتهاء مهماته والتأكيد على أن السياسة الأميركية لن تتغير في حال فاز المرشح جو بايدن بالرئاسة الأمريكية.

جيفري استلم منصبه من بريت ماكغورك الذي استقال احتجاجاً على الانسحاب الأمريكي من سوريا

وفي منتصف عام 2018، قدم المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا بريت ماكغورك استقالته من منصبه، احتجاجاً على قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، سحب القوات الأميركية من سوريا، ليستلم جيفري مكانه.

عمل جيفري على تحقيق السياسة التركية في سوريا ما أدى لاحتلال سري كانيه وكري سبي

ومنذ استلام جيمس جيفري، المعروف بقربه من السياسة التركية وعلاقته المميزة مع أردوغان، شهدت منطقة شمال وشرق سوريا تغيرات كثيرة، بدأت بالحديث عن مايسمى “بالمنطقة الآمنة”، الأمر الذي فتح الباب أمام احتلال سري كانيه/رأس العين وكري سبي/تل أبيض، وترجيح السياسة والأهداف التركية على مكتسبات سكان المنطقة والحرب ضد داعش.

وكشفت تقارير إعلامية عدة أن صاحب خارطة ما يعرف “بالمنطقة الآمنة” هو جيفري ذاته وهو من أعطاها إلى أردوغان، وكانوا يهدفون بذلك إلى إجراء تغيير ديمغرافي كامل في مناطق شمال وشرق سوريا بعمق 32 كيلومتراً.

جويل روبارن نائب جيفري هو من سيتسلم مهامه إلى حين تشكيل إدارة أمريكية جديدة

ومن المقرر أن يتسلم المنصب في هذه الفترة، نائب جيفري جويل روبارن الذي كان حاضراً معه في معظم اتصالاته ولقاءاته بعد تسلمه منصبه، منسقاً خاصاً في وزارة الخارجية للملف السوري وممثلاً لواشنطن في التحالف الدولي ضد داعش.

وقال مسؤولون أوروبيون، “هذا مؤشر على استمرار السياسة في المرحلة الحالية إلى حين تشكيل الإدارة الأميركية”.

جيفري عمل على حماية الجماعات المتطرفة المدعومة من تركيا في شمال غرب سوريا

ومنذ تسلمه لمنصبه لعب جيفري دوراً كبيراً في إنجاح السياسة التركية في سوريا، من حيث احتلال مدينتي سري كانيه/رأس العين وكري سبي/تل أبيض إضافة إلى حماية الجماعات المرتزقة والمتطرفة التابعة لحليفه أردوغان في إدلب، وعرقلة القضاء عليهم، وخلال تصريحاته الأخيرة من تركيا، أدعى جيفري تواجد حزب العمال الكردستاني في سوريا وأن ذلك يسبب التوتر في المنطقة، معطياً بذلك الذريعة لتبرير الهجمات التركية على المنطقة، بحسب مراقبين.

ومن المتوقع بحسب مراقبين أن تتغير السياسة الأمريكية في بعض الملفات السورية إذا ما وصل المرشح الديمقراطي جو بايدن إلى البيت الأبيض، خاصة في مسألة الأطماع التركية في البلاد والتي يرفضها بايدن بشكل كبير، على عكس ترامب وجيفري.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى