حكومة أردوغان والاستثمار السياسي في أزمة كورونا

يعمل نظام أردوغان على الاستثمار السياسي، على الصعيدين الداخلي والخارجي، في أزمة تفشي وباء كورونا عالمياً، وذلك من خلال توظيف الأزمة من أجل ترويج الخطاب السياسي لحزب العدالة والتنمية.

اتّخذ أردوغان من أزمة كورونا فرصة دعائية له ولحزبه، حيث يقوم بحركات استعراضية يوحي من خلالها أنّه يقدم التضحيات في الحرب ضد هذا الفيروس، كإعلانه التبرّع بسبعة أشهر من راتبه من أجل تقديم الدعم لحملة التبرعات التي دعا إليها لمحاربة الوباء، إلا أنه يناقض نفسه عندما وصف الأربعاء الماضي الحملات الخيرية التي تقوم بها البلديات التي تديرها المعارضة بأنّها محاولة لتشكيل دولة موازية.

وحسب محللين فإنّ ضجيج الدعاية لمواجهة فيروس كورونا طغى في خطابات أردوغان على حقيقة وواقع تفشي الفيروس في تركيا، ولاسيما أنّه أعلن في وقت سابق قدرة بلاده على التغلب على الوباء في غضون أسبوعين أو ثلاثة بينما يفتك الأخير بعشرات الأتراك ويجتاح كل يوم بلدة أو مدينة.

خطاب أردوغان يصب في مسار التوظيف السياسي لأزمة إنسانية

ومن اللافت أن خطاب أردوغان المكرر مؤخراً يصب في مسار التوظيف السياسي لأزمة إنسانية يفترض أن يتعالى فيها على الحسابات السياسية الضيّقة لصالح المصلحة العامة، وحماية الشعب التركي.

خاصة عندما يحصر خطابه بأعضاء حزبه الحاكم بداية، في حين يفترض أن يكون متوجهاً للشعب بكل مكوناته وأطيافه السياسية لا أن يقتصر على مخاطبة مسؤولي حزبه، وإظهارهم أنفسهم كقدوة حسنة في وقت الشدة، والتعتيم على جهود الأحزاب المعارضة.

أردوغان يرسل مساعدات طبية إلى دول أوروبية من باب التباهي السياسي

وعلى الصعيد الخارجي، استغل أردوغان التململ لدى نسبة من الإيطاليين والإسبان، وتذمرهم من الاتحاد الأوروبي، ساعيا إلى إظهار نفسه المبادر بالتبرع وتقديم العون والمساعدة في وقت يتنكر فيه الأوروبيون لبعضهم بعضاً.

حيث أرسل مساعدات طبية إلى دول أوروبية من باب التباهي السياسي، والتوظيف الترويجي لسياساته التي يدعي أنها منفتحة على الاتحاد الأوروبي، وأن الاتحاد متذبذب وغير مستقر ويحتاج إعادة ترتيب أو هيكلة, حسب ما يشير مراقبون.

من هنا يسأل معارضون أتراك: إن كان هدف أردوغان هو تخليص تركيا من هذه الفترة العصيبة بأسرع وقت، فهل يستقيم ذلك مع مساعيه لمنع المعارضة من تقديم المساعدات،

في حين يشير محللون إلى أنّ لهجة رئيس النظام التركي تبدو استعلائية، ولا تختلف عن تلك التي تحدث بها نظيره الأميركي دونالد ترامب مع ظهور فيروس كورونا وإعلانه قدرة أميركا على مواجهته حتى تفاجأ الأميركيون بالفيروس يجتاحهم وبوتيرة أسرع مما توقع ترامب.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى