حكومة دمشق تروج لإجراء تسويات في شمال وشرق سوريا وسط رفض عشائري وشعبي

أعلنت أوساط شعبية وشيوخ ووجهاء العشائر في الرقة ودير الزور عن رفضهم لفكرة الاستسلام لحكومة دمشق من خلال نموذج المصالحات والتسويات، مشددين على الوضع في شمال وشرق سوريا مختلف تماماً عن درعا وبقية المناطق السورية.

حلم عودة الدولة كما كانت تحت سيطرة رجل واحد وحزب واحد ونظام دكتاتوري شوفيني ما يزال يدغدغ مخيلة مسؤولي حكومة دمشق، ويسعون للعودة إلى ذلك العهد، ولتحقيق ذلك يفعلون كل شيء، وأحد مخططاتهم لتحقيق هذه الأوهام هو نظام ما يسمى التسويات والمصالحات التي سبق وأن فرضوها في عدة مناطق سورية مثل درعا وفشل هذا النموذج.

واليوم تروج حكومة دمشق لهذه التسويات والمصالحات في مناطق شمال وشرق سوريا عبر بعض أزلامها وأدواتها الذين يعملون في المنطقة بالخفاء، وهدفهم بث الفوضى والفتنة والتفرقة بين مكونات وشعوب شمال وشرق سوريا.

البداية كانت في دير الزور وفشلوا واليوم هدفهم الرقة، ويدعون بأن أهالي المنطقة يقومون “بتسوية أوضاعهم” مع حكومة دمشق، كما حصل في درعا وغيرها من المدن السورية.

في دير الزور .. حكومة دمشق كانت تحشد الجنود والموظفين لتصويرهم على أنهم يجرون تسويات

التقارير التي وردت من دير الزور كانت تقول بأن عناصر حكومة دمشق يجمعون 50 شخصاً بعضهم عناصر وجنود وبعضهم موظفين في دير الزور وادعت أنهم يجرون تسويات وقاموا بتصويرهم لعدة أيام متتالية ليروجوا للتسويات، لكن رفض أهالي المنطقة لنظام دمشق واضح.

واليوم يسعون لخداع أهالي الرقة أيضاً من خلال الترويج لهذه النماذج الفاشلة والتي تؤدي إلى عودة حكم الاستبداد والقمع والدكتاتورية وهو ما يرفضه أهالي المنطقة وشيوخها ووجهائها، علماً بأن من يجري التسويات يتم إرسالهم إلى الجبهات مع مرتزقة الاحتلال التركي ومرتزقة داعش في البادية للتخلص منهم.

في المقابل يرى أبناء شمال وشرق سوريا أن التسويات يعني الاستسلام، حيث عبرت أوساط شعبية وشيوخ ووجهاء العشائر في المنطقة عن رفضهم لسياسة الاستسلام التي ترغب حكومة دمشق بفرضها على أبنائهم.

شيوخ ووجهاء الرقة يرفضون “المصالحات والتسويات” ويدعون لحوار سوري شامل

حيث أصدر شيوخ ووجهاء العشائر في مدينة الرقة بياناً حول رفض ما تروج له حكومة دمشق “للتسويات” في مناطقهم، مشددين على رفضها والدعوة للحوار.

كما عبّر طيف واسع من أبناء محافظة دير الزور عن مواقفهم الرافضة لفكرة “المصالحات” التي تروج لها حكومة دمشق، داعينها وحلفاؤها إلى فتح حوار جدي، وتطبيق القرار ٢٢٥٤ الذي دعا إلى مرحلة انتقالية تؤسس للحل السياسي.

وكان تجمع “أبناء البوكمال وريفها الديمقراطي”، عقدوا يوم الثلاثاء الماضي، ندوة حضرها طيف من أبناء المنطقة، وأكد الحضور على “أن ما جرى من ترويج المصالحات ما هو إلا بروبغندا إعلامية”، مشيرين إلى أن حكومة دمشق تهمها السلطة وليس إنقاذ البلاد.

الإدارة الذاتية: كان الأجدر بحكومة دمشق المشاركة في حوار وطني شامل على فرض التسويات

من جانبها دعت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا أهالي المنطقة لعدم الوقوع في مصيدةِ أخبار وإشاعات حكومة دمشق للتسويات والمصالحات، وشددت على أن هدف النظام النيل من استقرار ومكتسبات شعوب المنطقة.

ولفتت إلى أنه كان الأفضل للسلطة أن تتخذ من موضوع الحوار الوطني الأساس وإجراء مصالحة واقعية تتماشى مع حقيقة التغيير في سوريا، ويكون الهدف هو سوريا وشعبها ومستقبلها وليس السلطة فقط.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى