خلافات روسية تركية في الشمال السوري .. وأنباء عن توافقات روسية أمريكية بخصوص سوريا

تشهد مناطق شمال غرب سوريا تصعيد غير مسبوق وقصفا من جانب القوات الروسية على نقاط مرتزقة الاحتلال التركي .. لم يقتصر هذا التصعيد على إدلب وريفها فقط بل وصل إلى عفرين المحتلة وريف تل تمر أيضاً، وهو مايراه مراقبون بداية خلافات حقيقية بين موسكو وأنقرة بخصوص الملف السوري.

تتسارع التطورات في شمال غرب سوريا على وقع القصف الروسي على مواقع مرتزقة الاحتلال التركي في أرياف إدلب وحلب واللاذقية.

أصوات القذائف والمدافع تعلو في هذه المناطق والطائرات الحربية الروسية والمسيرة لا تكاد تفارق سماءها، والأهداف هي نقاط تمركز لمرتزقة هيئة تحرير الشام جبهة النصرة، ونقاط سيطرة مرتزقة ما يسمى الجيش الوطني الذي عقدت موسكو مع تركيا اتفاقات بخصوصهم ويحتلون هذه المناطق بموافقة روسية.

القصف الروسي طال مرتزقة الاحتلال التركي في عفرين وريف تل تمر أيضاً

هذا التصعيد تجاوز مناطق الصراع الروسي التركي في إدلب والطرق الدولية، ووصلت أصداؤه إلى عفرين أيضاً، فمنذ يومين تقصف الطائرات الروسية نقاط تمركز لمرتزقة الاحتلال التركي الذين يحتلون عفرين، وتركز القصف على منطقة باصلحايا وجبل الأحلام وقريتي جلبل وباصلة على أطراف عفرين.

كما طال القصف الروسي المركز نقاط لمرتزقة الحمزات في قرية براد ومحيط قاعدة عسكرية للاحتلال التركي، ما أسفر عن مقتل أكثر من عشرة عناصر من المرتزقة وجرح العشرات.

للمرة الأولى .. قوات الحكومة السورية تستهدف نقاط المرتزقة في تل تمر

ولم يقف التصعيد عند عفرين وإدلب فقط بل وصل إلى ريف الحسكة أيضاً، حيث قصفت طائرتان مروحيتان روسيتان نقاط للمرتزقة قرب قرية الدردارة بريف تل تمر بعد أن تعرضتا لاستهداف من جانب المرتزقة .. تلا ذلك استهداف هو الأول من نوعه من جانب قوات الحكومة السورية المنتشرة في المنطقة على نقاط تمركز لمرتزقة الاحتلال التركي في ريف تل تمر.

مراقبون: التصعيد الروسي هدفه تعزيز موقف موسكو في التفاوض مع أردوغان

التطورات الميدانية هذه والخلافات بين الطرفين الروسي والتركي تأتي قبيل يومين فقط من اجتماع رئيس النظام التركي أردوغان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي، ويرى مراقبون أنها تصعيد لتعزيز الموقف الروسي في التفاوض، بخصوص المنطقة خاصة أن موسكو اتخذت قرار تنفيذ عملية عسكرية في شمال غرب سوريا للسيطرة على الطريق الدولي إم فور.

محللون يتوقعون حدوث توافقات روسية أمريكية بخصوص سوريا على حساب تركيا وإيران

ويعتقد محللون أن الولايات المتحدة موافقة على التحركات الروسية الأخيرة، وربما يكون هذا التصعيد نتيجة اتفاقات بين موسكو وواشنطن بخصوص الملف السوري، خاصة بعد الاجتماع الذي عقد بين منسق البيت الأبيض للسياسة في الشرق الأوسط بريت ماكغورك، ونائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف، في جنيف قبل أيام.

روسيا تدعو إسرائيل لعقد قمة ثلاثية أمريكية روسية إسرائيلية بخصوص سوريا

ما يعني أن وضع تركيا لن يكون على ما يرام في سوريا خلال المرحلة المقبلة، وقد تزداد مطالبات إخراجها وطردها من الأراضي السورية مثلما يجري الآن بخصوص إبعاد القوات الإيرانية، وربما طلب روسيا من الجانب الاسرائيلي عقد قمة ثلاثية بين روسيا وإسرائيل والولايات المتحدة قد تكون الغاية منه التوصل لتوافقات أكبر وأكثر واقعية بالنسبة للملف السوري خاصة وأنه تم حسم ملف الجنوب من خلال سيطرة قوات الحكومة على درعا وإبعاد الإيرانيين.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى