رغم الإبادة السياسية وانتهاكات حقوق الإنسان.. الاتحاد الأوروبي “يكافئ” أنقرة ويثني عليها

قرر الاتحاد الأوروبي في اجتماع افتراضي عبر تقنية الفيديو, تعزيز العلاقات الاقتصادية مع تركيا, والبحث في كيفية تحسين التعاون معها في عدة مجالات, وذلك في وقت تشهد فيه البلاد إبادة تاريخية ينتهجها نظام أردوغان بحق الحريات العامة, وعلى رأسها العمل السياسي.

بعد الإبادة السياسية التاريخية في البلاد و انتهاك حقوق أبنائها وحرياتهم على مدار ثمانية عشر عاما, توج الاتحاد الأوروبي ممارسات حزب العدالة والتنمية تلك, باعتماده قرارات مفاجئة تزيد من همجية نظام أردوغان ورغبته العدوانية في شتى بقاع العالم, انطلاقا من منطقة كشمير المتنازع عليها بين الهند وباكستان وحتى ليبيا, مرورا ببلدان الشرق الأوسط وشرق المتوسط.

زعماء الاتحاد الأوروبي وخلال اجتماع افتراضي عبر تقنية الفيديو, قرروا تعزيز التعاون مع النظام التركي بشكل تدريجي ومتناسب، مع البحث في كيفية تحسين التعاون معها في عدة مجالات أخرى, مشددين في ذات الوقت أن ذلك من مصلحة الاتحاد الأوروبي بناء على أسس المصالح المتبادلة.

وعلى عكس التوقعات التي كانت منتظرة من هذه القمة حول انتهاكات النظام الحاكم في تركيا لحقوق الإنسان, اقتصر موقف زعماء الاتحاد في بيانهم الصادر, على الانتقاد فقط, وهو ما نال رضا وإعجاب أنقرة, فيما لمحوا بمنح مكافئة جديدة لنظام أردوغان في إطار قضية اللاجئين السوريين في الأراضي التركية، منبهين لضرورة مساعدة الدول المستقبلة للاجئين السوريين في مقدمتها تركيا، حيث أعلن الاتحاد الأوروبي استعداده لزيادة حجم التجارة مع تركيا وتقديم أموال جديدة لإطالة أمد اتفاقية الهجرة المبرمة مع أنقرة عام ألفين وستة عشر، إلى جانب مناقشة تحديث الاتحاد الجمركي التركي القائم منذ خمسة وعشرين عاما مع التكتل.

رايتس ووتش دعت واشنطن وبروكسل إلى اتخاذ موقف صارم تجاه سياسيات أردوغان

هذا وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد دعت قبيل يوم من القمة الأوروبية, كلاً من الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي, إلى اتخاذ موقف صارم تجاه الانتهاكات التي تشهدها تركيا على مختلف الأصعدة, منذ نحو عقد من الزمان تحت حكم أردوغان, ومن أبرز تلك الانتهاكات, حملة الإبادة السياسية بحق أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي ومحاولة إغلاقه, والانسحاب من اتفاقية مناهضة العنف ضد المرأة والعنف المنزلي, والمعروفة باسم اتفاقية إسطنبول، واصفة سياسيات أردوغان بالاستعداد لفعل أي شيء في سبيل البقاء في السلطة من ضمنها القضاء على المنظومة الحقوقية في تركيا.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى