زيارة محمد بن زايد إلى أنقرة.. بين الاقتصاد المنهار وتنازلات أردوغان المؤلمة

تثير زيارة ولي عهد الإمارات إلى تركيا الكثير من التساؤلات عن التنازلات التي قدمها أردوغان؛ في وقت يشهد فيه مشروع الإخوان المسلمين صفعات متوالية في الشرق الأوسط, ناهيك عن السقوط الحر لليرة التركية وما تبعها من تداعيات كارثية على الاقتصاد التركي.

أقدامُ هذا الرجل تخطو فوق أحلامٍ أفِلَ نجمُها, كانت تتغنى يوماً بأمجادٍ عُثمانية استباحت شعوب الشرق الأوسط, وخلَّفت دماراً هائلاً في تونس وليبيا ومصر واليمن وسوريا والعراق.. ناهيك عن دول البلقان وأواسط آسيا وساحل إفريقيا.

تمثل زيارة ولي عهد أبو ظبي إلى تركيا، بداية مرحلة جديدة بالنسبة إلى الأخيرة والمنطقة بشكل عام، كون الصراع بين الدولتين كان على أكثر من جبهة, وتتزامنُ مع أكبر أزمة اقتصادية تشهدها تركيا في تاريخها.

فما الذي قدَّمهُ أردوغان؟ وعمَّ تنازلَ العثمانيون الجُدُد حتى تتم هذه الزيارة؟

محطات عديدة للعلاقات الإماراتية – التركية، أولها؛ كان الخلاف بين الدولتين بشأن مصر، حيث دعمت أبو ظبي إزاحة الإخوان المسلمين من المشهد, وهو ما تمَّ فعلاً, ما شكَّل سقوطاً مدوِّياً لآمال أردوغان في السيطرة على أكبر دولة عربية.

ثاني هذه المحطات كان تونس؛ التي اشتعل منها فتيل ما كان يُسمى يوماً “الربيع العربي”, وكان المستفيد الأكبر أردوغان عبر امتطاء الإخوان المسلمين لقطار الثورة, إلا أن هذه الأمر لم يستمر طويلاً, حيث أُزيحوا عن السلطة في آواخر هذا العام بعد ملفات فساد شائكة.

وفي المغرب الجارة سقط الإخوان في امتحان الانتخابات التشريعية وتذيلوا قوائم الفائزين, ما شكل خيبة جديدة لأردوغان وأزلامه.

أما في ليبيا؛ فكان خيار أردوغان في دعم المجموعات المتطرفة خاسراً كذلك, بعد أن لفظهم الشعب الليبي ومن بعده القوى الدولية التي سكتت عن جرائمهم طوال عشر سنوات مضت.

وفي سوريا؛ أسقطت قوات سوريا الديمقراطية رهان أردوغان على مرتزقة داعش؛ بعد أن دكَّت حصونهم في شمال وشرق البلاد وأجهزت على خلافتهم المزعومة, واستطاعت نسج علاقة وطيدة مع تحالف عريض لمحاربة الإرهاب الذي تُسيِّرهُ دوائر القرار في أنقرة.

إذن.. لم تحقق تركيا أي أرباح من تحركاتها في شرق المتوسط وأفريقيا، فاتجهت إلى تبريد الجبهات مع مختلف الدول، حيث طلبت إجراء حوار مع مصر ودول الخليج, وبذلت ماء وجهها في سبيل هذا المطلب.

واليوم.. وبعد أن سعى أردوغان إلى السيطرة على ثروات الدول العربية والشرق الأوسط وشرق المتوسط، تحولت تركيا إلى ساحة خصبة تثير شهية الدول الاقتصادية.

وتستغل هذه الدول رغبة تركيا في دعم اقتصادها المنهار، وبات يؤرق أردوغان ويهدد فرص فوزه في الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في حزيران 2023.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى