انتقادات لاذعة وجهها مراقبون سياسيون لوزير الخارجية الألمانية هايكو ماس عقب زيارته لتركيا، ولقائه بنظيره التركي تشاويش أوغلو، واصفين إياها بالفاشلة وغير المبررة، وذلك بعد رفضهما مقترح وزيرة الدفاع الألمانية بإقامة منطقة أمنية دولية بتفويض أممي بدلاٌ من الاحتلال التركي لشمال وشرق سوريا.
في أعقاب زيارة وصفها مراقبون سياسيون بالفاشلة وغير المُبرّرة، وجّه ساسة ألمان بارزون انتقادات لاذعة للزيارة التي قام بها وزير الخارجية الألماني هايكو ماس لتركيا.
وقال “نوربرت روتينجن”، مسؤول السياسة الخارجية بالحزب المسيحي الديمقراطي: “إنها لحظة مخزية للسياسة الخارجية الألمانية”.
وأضاف روتينجن: “تركيا تشن هجوما مخالفا للقانون الدولي في سوريا، ويتوجه ماس إلى هناك للتأكيد على أن تأسيس منطقة أمنية دولية بتفويض أممي بدلا من الاحتلال التركي، لا يعد فكرة جيدة”.
كما انتقدت وزيرة التعليم والبحث العلمي الاتحادية “أنيا كارليتشيك” زيارة ماس لتركيا، وقالت “يتوقع المواطنون اتخاذ موقف حاسم للائتلاف الحاكم، ولاسيما الحكومة الاتحادية، يعد ذلك ضروريا في الداخل، وبالطبع في الخارج أيضا”.
موقف هايكو ماس من مقترح وزيرة دفاع بلاده ينم عن خلاف حزبي
على أن الائتلاف الحاكم في ألمانيا يتكون من الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي ينتمي إليه هايكو ماس، ومن الاتحاد المسيحي المؤلف من (الحزب المسيحي الديمقراطي الذي ترأسه وزيرة الدفاع، والحزب المسيحي الاجتماعي في ولاية بافاريا).
وبهذا الخصوص علق رئيس الحزب الديمقراطي الحر كريستيان ليندنر على زيارة ماس لتركيا في تغريدة عبر”تويتر”: “هايكو ماس يستخدم زيارة تركيا من أجل نقل الخلاف داخل الائتلاف الحاكم بشأن سورية إلى الساحة العالمية… يتعين على المستشارة (أنجيلا ميركل) توفير حالة من الوضوح في هذا الأمر على الفور”.
حراك دبلوماسي وسياسي واسع في ألمانيا ضد الغزو
من جهة أخرى يتواصل الحراك السياسي والدبلوماسي بشكل واسع في ألمانيا ضدّ الغزو العسكري التركي لشمال سوريا، حيث شكك رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا، رولف موتسنيش، في عضوية تركيا في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وفي الوقت نفسه، دعا موتسنيش إلى وقف كامل لتصدير الأسلحة إلى تركيا، وقال: “اتفق رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي على التخلي عن إصدار تصاريح جديدة بتصدير أسلحة لتركيا”. مضيفاً بقوله: “أرى أنه يتعين أيضاً فرض حظر أوروبي شامل على تصدير الأسلحة لتركيا”، مطالباً أيضا بمراجعة الاتحاد الجمركي مع تركيا.
