شاهدة على احتلال مدينتها: عفرين أصبحت من مدينة السلام إلى مدينة استوطنها الدمار

يصادف يوم غد ذكرى احتلال مدينة عفرين حيث أُجبر أهالي المدينة على النزوح بعد احتلالها من قبل الدولة التركية، في 18 آذار عام 2018، إثر الجرائم التي ارتكبتها تركيا ومرتزقتها بحق سكان المدينة، من عمليات الاعتقال واغتصاب وقتل ونهب الثروات وفرض الأتاوات.

جيهان عيسى امرأة من عفرين خرجت من مدينتها عقب الاحتلال، وعادت إليها في نيسان 2018، بعد الإشاعات التي روجت حول وجود حالة من الأمان، إلا أنها شاهدت العكس تماماً، فتحولت المدينة التي كانت تنعم بالسلام إلى مدينة أشبه بمدينة الأشباح، وهربت مرةً أخرى بعد ستة أشهر.

جيهان عيسى من عفرين المحتلة، كسائر الأهالي في المنطقة كانت تنعم بالسلام والحياة الكريمة التي كانت تتسم بها عفرين حتى بعد اندلاع الأزمة السورية، لم تكن تعلم عن الحرب شيئاً كون المدينة كانت بعيدة كل البعد عن مظاهر الحرب.

جيهان أوضحت لوكالة هاوار أن الأهالي قاوموا بكل ما أُوتوا من صبر وقوة وإرادة، إلا أن الاحتلال التركي استخدم كافة صنوف الأسلحة المتطورة والحديثة والطائرات الحربية، وبعد 58 يوم من الكفاح والمقاومة تم احتلال المدينة.

منذ بداية الهجوم التركي على عفرين في الـ 20 من كانون الثاني 2018، ارتكب الاحتلال التركي ومرتزقته جرائم فظيعة بحق أبناء مقاطعة عفرين، ففي 16 آذار 2018 ارتكب جيش الاحتلال التركي مجزرة مروعة في مدينة عفرين جرّاء القصف المكثف لمشفى آفرين، راح ضحيتها 47 شهيداً وعشرات الجرحى.

تؤكد جيهان عيسى بأنهم لم يكونوا على نية بمغادرة عفرين لكن ومقياساً لوحشية المحتل خرجوا منها قبل يومين من تاريخ الاحتلال (أي 16 آذار عام 2018)،

ونوهت جيهان عيسى: “بعد الاحتلال انتشرت إشاعات كثيرة بأن المحتل ومرتزقته يقصرون الشر ولا يقتربون من الأهالي، وشدّني ذلك لأن أعود، ليتضح الواقع أن عفرين تغيرت ملامحها، ولم تعد تشبه نفسها، وأنها تحولت لمدينة مهجورة لا يعلو فيها سوى صوت الظلم والظلام”.

وحتى عام 2021 إلى أكثر من (8 آلاف) مدني مختطف مصير ثلثهم بقيَ مجهولاً.

وبلغ عدد حالات الخطف، عام 2022، (578) حالة بينهم (49) امرأة وطفلة، أما في عام 2023 فحصيلة الاختطاف في الشهر الأول أكثر من (30) مواطن، أما شهر شباط الفائت فقد بلغت أكثر من (36)، مواطن بينهم (7) نساء.

وأوضحت جيهان عيسى أن الفترة التي قضتها في عفرين عقب الاحتلال بأنها أسوأ فترات حياتها، وتقول: “ها نحن على مشارف دخول عفرين عامها السادس على الاحتلال، لم أقطع أملي من تحريرها والعودة إليها، خرجنا منها لكنها لم تخرج منّا”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى