شعوب المنطقة تحتضن المتضررين بعد فشل نظام “الدولة” في تلافي آثار الزلزال

أظهر الزلزال المدمر الذي ضرب شرق المتوسط, عجز نظام الدولة في المنطقة عن الاستجابة السريعة في تلافي آثار الكارثة؛ فيما عملت شعوب المنطقة بوتيرة أسرع وأكثر تنظيماً في احتضان المتضررين.

أظهرت الكارثة الأخيرة المتمثلة بسلسلة الزلازل والهزات الارتدادية التي ضربت شمال كردستان وأجزاء من تركيا وسوريا, وطالت ارتداداتها مجمل شرق البحر الأبيض المتوسط؛ عجزاً واضحاً للأنظمة الدولاتية في كل من سوريا وتركيا, ناهيك عن عجز على مستوى الهياكل الأممية المتمثلة بالأمم المتحدة, وذراعها مجلس الأمن, إضافة إلى المنظمات الدولية والأممية العاملة في هذه الدول.

وتَمَثَّلَ العجزُ في بطئ الاستجابة وانعدامها في أوقات كثيرة, في أعقاب الكارثة التي حلَّت بمواطني البلدين, فبينما كانت أعين السكان تترقب قدوم فرق الإغاثة والآليات لرفع الأنقاض للبحث عن ناجين عالقين، تحوّل هؤلاء العالقين إلى جثث هامدة تجمدت حتى الموت، الفرق التي وصلت التقطت بعض الصور ثم رحلت، غير آبهة بحياة العالقين وتركتهم لمصيرهم.

تتباهى الفاشية التركية بأن منظمة (آفاد)، سريعة التدخل لتقديم المساعدات للمنكوبين المتضررين؛ نتيجة الكوارث الطبيعية، لكن هذه المنظمة الإغاثية التي أنشئت لأهداف أخرى، أخفقت في إنقاذ العالقين تحت الأنقاض، والتعامل مع الكارثة.

وفي الجانب الآخر؛ حشدت حكومة دمشق وسائلها الإعلامية لتغطية هبوط الطائرات في مطاراتها؛ للتباهي بفك العزلة التي تعيشها في أعقاب الحرب المدمرة التي أهلكت الحرث والزرع على مدار إثني عشر عاما في البلاد.

وبعد تقاعس السلطات في الدولتين في تقديم المساعدات، حشدت الشعوب طاقاتها بروح جماعية، لتضميد الجراح، وزحف الشبان نحو المناطق الأخرى؛ لإنقاذ العالقين تحت الأنقاض لكن تم اعتقالهم وتعذيبهم.

ونظمت الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا وحزب الشعوب الديمقراطي في شمال كردستان حملات تبرع؛ إضافة إلى تسيير الأولى قوافل مساعدات عاجلة إلى المناطق المنكوبة دون اعتبارات سياسية.

كما أُنشئت مراكز تنسيق الأزمات في اجزاء كردستان الأربعة، والتي عملت كخلايا النحل، لجمع المساعدات وإرسالها إلى المناطق المتضررة، بينما قامت النساء بتنظيم المساعدات وإعداد خبز التنور، ولم يمنعهم الطقس البارد من العمل.

وبينما، تساعدت الشعوب مع بعضها، كانت السلطتان في أنقرة ودمشق لا توزع سوى الخيام، وأخفقت في إخراج السكان، وبيعت المواد الإغاثية والمساعدات التي وصلت من الخارج وسُلمت إليهما لبعض المتاجر بمبالغ زهيدة؛ حتى أن بعض المنكوبين اضطُر إلى شراءها من هذه المتاجر.

وفوق هذا وذاك؛ تعمل هاتان السلطتان على دفن جثامين الضحايا التي تُنتشل من تحت الأنقاض بشكلٍ سرّي وجماعي وفوري بدون إقامة أي طقوس أو واجباتٍ دينيّة، فيما لا يتلقَّ مصابو الزلزال الرعاية الطبيّة اللازمة كما يجب، بالإضافة إلى ذلك لا يزال آلاف المنكوبين متروكين لمصيرهم في الشوارع تحت البرد القارس.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى