صحف أوروبية: الانسحاب الأمريكي من شمال سوريا خيانة

وجهت عدة صحف أوروبية انتقادات شديدة لموقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الملف السوري، وإعلانه سحب قواته من شمال سوريا، ما يمهد الطريق، برأي معظمها، لهجومٍ تركي مرتقب، وترى هذه الصحف في الانسحاب تخلياً عن مقاتلي قوات سورا الديمقراطية.
تناولت تعليقات العديد من الصحف الأوروبية الهجوم التركي المرتقب على شمال وشرق سوريا، حيث ترى صحيفة “مانهايمار مورغن” الألمانية في المشروع التركي سبباً لمزيد من البؤس والدمار في المنطقة وكتبت تقول: “تركيا تعتزم إغلاق حدودها وفي الوقت نفسه ترحيل ملايين اللاجئين إلى المنطقة الآمنة، هذا يعني أن أردوغان يتطلع إلى تهجير جماعي”.

أما صحيفة “زيكسيشه تسايتونغ” تعتبر في تعليقها، أن الانسحاب العسكري الأمريكي يعطي لأردوغان تصريحاً مطلقاً لتنفيذ هجومه المعلن، وما تحاول أنقرة تبريره بإنشاء منطقة آمنة لن يعدو أن يكون إلا حربا ضد الكرد، فالغزو العسكري سيؤدي بلا منازع إلى تصعيد والتسبب في مزيد من زعزعة المنطقة، والكارثة السورية سيُضاف إليها فصل آخر من الموت والدمار والتهجير.

بينما علقت صحيفة “تاغس أنتسايغر” السويسرية هي الأخرى بالقول “ترامب يتخلى عن الكرد الذين تحملوا في الحرب ضد داعش العبء الأكبر، وفقدوا الآلاف من مقاتليهم، فالشركاء المصدومون سبق وأن أعلنوا أنهم سيدافعون عن أنفسهم بكل الوسائل المتاحة، والمستفيد في المنطقة هي القوى التي لا تربطها علاقة ودية مع الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها التقليديين: إيران ونظام بشار الأسد إضافة إلى روسيا، كما أن النجاحات في الحرب ضد داعش باتت مهددة، علما أن له خلايا جديدة في العراق المجاور”.

الموقف السلبي نفسه من الانسحاب الأمريكي عبرت عنه أيضا صحيفة “لبراسيون” الفرنسية حيث قالت: ” خيانة.. ليس هناك كلمة أخرى لوصف موقف دونالد ترامب تجاه حلفائه الكرد، إنه يريد التخلي عنهم وتركهم لمصيرهم، فعندما كان الحلفاء يريدون منع داعش من التمركز في المناطق التي استولوا عليها، بحثوا عن جنود لهم كفاءة، ووجدوا ضالتهم المنشودة في المقاتلين الكرد”.

أما صحيفة “فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ” الصادرة بفرانكفورت، فترى في الهجوم التركي خطراً على المنطقة، وكتبت تقول: “الخطر الأكبر لغزو تركي يتمثل في عودة داعش، والكرد سيقومون بجمع كافة القوى المتاحة للدفاع عن أنفسهم، وعلى هذا النحو سيتم التخلي عن السجون والمعسكرات الي تحتجز آلاف المقاتلين من مرتزقة داعش”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى