صحف عالمية تحذر من خطورة الوضع في مخيم الهول

وصفت لجنة الأمم المتحدة المعنية بالتحقيق في الانتهاكات المرتكبة في سوريا، الوضع في مخيم الهول بأنه “مروّع”، ودعت المجتمع الدولي إلى التحرك، فيما حذرت صحيفة واشنطن بوست من أن قوات سوريا الديمقراطية تواجه خطر فقدان السيطرة على المخيم.

ليس بعيدا عن الحسكة وتحديدا على بعد خمسة وأربعين كيلو متراً شرق المدينة يقع مخيم الهول، الذي طالما حذرت العديد من الجهات من خطورته، فهو يأوي ما يزيد على اثنين وسبعين ألف شخص معظمهم سوريون وعراقيون؛ من بينهم أكثر من عشرة آلاف داعشية مهاجرة برفقة أطفالهن، ولدى ثلاثة آلاف ومئة وسبع وسبعين امرأة منهن ثلاثة آلاف وخمسمئة طفل مكتوم القيد، تتراوح أعمارهم بين شهر واحد وست سنوات، إضافة إلى أربعة آلاف وخمسة وخمسين طفلاً أجنبياً مهاجراً، لا يحملون بطاقات شخصية ولا يمتلكون جوازات سفر، ينحدرون من خمسين جنسية غربية وعربية.

ناهيك عن هذا العدد الهائل من عائلات مرتزقة داعش وناهيك عن حجم التطرف الذي يحويه المخيم، تبرز بين الحين والآخر جرائم قتل واعتداء لكل من يرفض توجيهات الداعشيات وتنفيذ أوامرهن، التي تدعو إلى تبني الفكر الداعشي المتطرف.

إقدام داعشية على قتل حفيدتها لأنها رفضت ارتداء اللباس الداعشي، وقُتل امرأة أندونيسية على يد مجموعة من نساء داعش، وإقدام أخرى على طعن عنصر في قوى الأمن الداخلي.

وهذه ليست المرة الأولى التي تحصل فيها مثل هذه الجرائم في المخيم، ولن تكون الأخيرة وسيزداد الوضع أكثر تعقيدا ودموية وخاصة في ظل التهديدات التركية لشمال وشرق سوريا، والتي تزامنت مع حديث المدعو أبو بكر البغدادي الذي حث أنصاره في خطاب صوتي، صدر الشهر الماضي، على “كسر الجدران” والهروب من المخيمات والسجون.

ووصفت لجنة الأمم المتحدة المعنية بالتحقيق في الانتهاكات المرتكبة في سوريا، الوضع في مخيم الهول بأنه “مروّع” ودعت المجتمع الدولي إلى التحرك.

كما وتتطرق الصحف العالمية باستمرار إلى ظروف المخيم، حيث حذرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية على لسان محققين تابعين للأمم المتحدة من التقاعس الدولي، وأن موقفهم هذا ينطوي على خطر احتضان موجة جديدة من التطرف.

كذلك حذّر مسؤول عن المخيم من أن الهجوم التركي على شمال وشرق سوريا قد يُجبر القوات الموجودة هناك على التخلي عن مخيم يُحتجز فيه عشرات الآلاف من مرتزقة داعش، وهذا سيؤدي إلى زيادة التهديد في سوريا وفي أوروبا.

وكذلك حذرت صحيفة واشنطن بوست من أن قسد تواجه خطر فقدان السيطرة على المخيم الضخم، مع غياب تام للمجتمع الدولي، الذي يرفض تحمل مسؤولياته تجاه المحتجزين فيه.

وحسب الصحيفة، حذّر محللو الأمم المتحدة، استناداً إلى المعلومات الاستخباراتية من الدول الأعضاء، من أن أعضاء داعش ما زالوا نشطين في سوريا، وعبروا الحدود إلى العراق، وبنوا بنجاح شبكة سرية من الخلايا التي ستشكل تهديداً كبيراً للأمن.

يذكر أن القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، كان قد حذّر في تصريحات لصحيفة “الغارديان البريطانية”،من خطورة الأوضاع المتعلقة بمخيم الهول، داعياً إلى ضرورة العمل على إيجاد حلول للوضع الراهن. ووصف المخيم حينها بأنه “قنبلة موقوتة توشك على الانفجار. وليس هناك حل سهل”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى