صراع يحمل بعدا تاريخياً طويلاً.. وتدخلات تركية بأهداف عرقية وقومية

يحمل الصراع بين أذربيجان وأرمينيا بعدا تاريخياً طويلاً يمتد منذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي, ترافق ذلك مع التدخلات التركية غير المشروعة والتي عمدت إلى تأجيج النزاع بأهداف عرقية و قومية.

 قبل أيام قليلة اندلعت إشتباكات بين أذربيجان وأرمينيا في نسخة محدثة من صراع طويل بدأ في أواخر ثمانينيات القرن الماضي باعتباره فصلا من فصول الصراعات الإثنية والقومية المرافقة لانهيار الاتحاد السوفياتي والتي عمد النظام التركي إلى تأجيجها بأهداف قومية وعرقية.

الجذور الحديثة للصراع بدأت في شهر شباط من عام 1988 ألف وتسعمئة وثمانية وثمانين حين اشتعلت ومضات الحرب الأولى بين البلدين تزامن ذلك مع تقديم برلمان منطقة ناغورنو كره باخ أو آرتساخ وفق التسمية الأرمنية بطلب إلى القيادة السوفياتية لنقل الحكم الذاتي من جمهورية أذربيجان السوفياتية إلى جمهورية أرمينيا السوفياتية أيضا بعد موافقة الغالبية الساحقة من أعضاء البرلمان ولكن القيادة السوفيتية آنذاك فشلت في تحقيق ذلك نتيجة التخبط العام الذي كانت تشهده في مرحلة البريسترويكا Perestroikaوالتي ألهمت الأرمن المطالبة بتحقيق ما اعتبروه عدالة تاريخية ضائعة تتمثل في إعادة توحيد الأراضي الأرمنية بما في ذلك إقليم ناغورنو قره باخ.

لتشتعل بعدها حرب ضارية في مطلع التسعينات حققت فيها أرمينيا انتصاراً كبيراً تمثل في سيطرتها الكاملة على ناغورنو قره باخ إلى جانب سبع مناطق أخرى تسمى “ممر لاشين”…. أذربيجان بطبيعة الحال لم تتصالح مع هزيمتها وهو ماجعل المفاوضات الجارية منذ عام ألف وتسعمئة واثنين وتسعين برعاية مجموعة مينسك والتي تضم روسيا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا عاجزة عن تحقيق التسوية النهائية التي تجنب تجدد الاشتباكات مرة تلو الأخرى, لتظهر التدخلات التركية وتزيد من الأزمة تعقيداً من خلال دعم أذربيجان في مطالبها غير المشروعة وفق وثائق تاريخية أرمينية تؤكد ذلك… التصريحات الرسمية للمسؤولين الأتراك لم تتوقف خلال الأيام القليلة الماضية متحدثة عن تقديم الدعم العسكري واللوجستي لأذربيجان بالإضافة إلى إرسال مئات وربما آلاف المرتزقة السوريين إلى هناك, حسب تقارير عدة ومقاطع الفيديو والتسجيلات الصوتية المسربة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى