طلبة وأساتذة جامعة البوسفور: استهداف الجامعة مقصود بسبب استقلالها عن الحياة السياسية

ذكر طلبة جامعة البوسفور وأساتذتها أن خطوة أردوغان الأخيرة بتعيين مليح بولو رئيسا للجامعة مقصودة، لأنها تُعتبر من أكثر الجامعات استقلالاً عن الحياة السياسية، وتُخرج النسبة الأكبر من النُخبة في المجالات السياسية والقضائية والاقتصادية في تركيا.

طوال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، قدمت جامعة البوسفور التركية الشهيرة مثالاً واضحاً عن قوة “التذمر الشبابي” من سياسات حزب العدالة والتنمية وزعيمه أردوغان داخل البلاد, والتظاهرات التي اندلعت في مختلف كليات الجامعة، جاءت ردة فعل مباشرة على قرار أردوغان نفسه، الذي عين مليح بولو رئيسا للجامعة، وهو شخص لا يتمتع بالاستقلالية المهنية والسياسية، حسب تعبير الطلبة ونخبة من الأساتذة الجامعيين، المتخوفين من تحول هذا التعيين إلى أداة لإخضاع الجامعة الشهيرة، واستخدامها كإحدى المؤسسات الرديفة للحزب الحاكم، حيث واجهت الشرطة التركية احتجاجات الطلاب بضراوة بشكل مباشر، مما أدى إلى جرح العشرات منهم.

وخوفاً من امتدادها إلى باقي أنحاء مدينة إسطنبول، قامت الشرطة التركية بإغلاق المباني والمنشآت الخاصة بالجامعة، مما اعتبره الطلبة بمثابة حجز وسجن فعلي لهم، ومنعهم من حرية التعبير المدنية السلمية.

طلبة وأساتذة جامعة البوسفور: أردغان خرق جميع معايير الجامعة

ورأى طلبة الجامعة وأساتذتها أن خطوة أردوغان الأخيرة تقصدت جامعة البوسفور، لأنها تُعتبر من أكثر الجامعات التركية استقلالاً عن الحياة السياسية، وتُخرج النسبة الأكبر من النُخبة في المجالات السياسية والقضائية والاقتصادية في البلاد، لاستخدامها المعايير العالمية في الاستقلال الأكاديمي، رغم تبعيتها للدولة التركية.

وأشاروا إلى أن أردوغان خرق جميع تلك المعايير، وجاء بشخص من خارج المجال التعليمي والإداري للجامعة، وهو عضو سابق ومرشح بارز على قوائم حزب العدالة والتنمية، وأراد فرضه على الجامعة، ليُحدث بها تغييرات هيكلية، لتخسر الجامعة رصانتها وقوتها المهنية، وتغدو واحدة من أدوات أردوغان في محاربة خصومه السياسيين.

وشكلت الجامعات التركية تاريخياً مراكز للحركات اليسارية التركية، خصوصاً خلال سنوات الحرب الأهلية في ستينيات وسبعينيات القرن المنصرم، حيث كانت الجامعات مراكز جماهيرية للقوى اليسارية.

وكانت التقاليد السياسية التركية قد حافظت دوماً على الهيئات الإدارية العليا في الجامعات الحكومية مستقلة عن الاستقطابات الحزبية الداخلية، إلا أن أردغان استغل “الانقلاب” المزعوم عام ألفين وستة عشر، وخوّل نفسه سلطات تعيين وإقالة رؤساء الجامعات التركية، بالضبط مثلما أعاد ترتيب سلطة تعيين وإقالة كبار القضاة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى