عام ثالث من أزمة المياه الخانقة في شمال وشرق سوريا بفعل حرب المياه التركية

تدخل منطقة شمال وشرق سوريا، عاماً ثالثا من أزمة مياه خانقة وتداعياتها الكارثية على الملايين من السكان؛ بفعل حرب المياه التي تسيّرها تركيا بالتزامن مع أعوامٍ جافة، تؤثر في الحياة المعيشيّة وتهدد بكوارث إنسانية.

منذ السابع والعشرين من كانون الثاني عام ألفين وواحد وعشرين تتعمد تركيا خفض حصة سوريا من مياه نهر الفرات بنسبة ستين بالمئة من إجمالي الكمية المتفق عليها، حسب اتفاقية عام ألف وتسعمئة وسبعة وثمانين بين أنقرة ودمشق وبغداد.

إدارة سد تشرين: 150 متر مكعب فقط من مياه الفرات تدخل الأراضي السورية في الثانية

ووفقاً لإدارة سد تشرين، ثاني أكبر سد في سوريا؛ فإنّ مئة وخمسين متر مكعب في الثانية فقط من مياه نهر الفرات تدخل حالياً الأراضي السورية قادمة من تركيا علماً أنّ الكمية المتفق عليها هي خمسمئة متر مكعب في الثانية.

إذ تسببت عمليات بناء دولة الاحتلال التركي لعددٍ من السدود العملاقة على نهر الفرات خلال العقود الماضية بحبس كميات كبيرة من مياه النهر خلف تلك السدود، كسد أتاتورك الذي تخزن بحيرته ثمانية وأربعين مليار متر مكعب من المياه، أي ما يعادل أربعة أضعاف السعة التخزينية لبحيرة سد الفرات في سوريا؛ ويعد أكبر سد في البلاد.

وعلى الرغم من أنّ فصل الشتاء هو الوقت الأنسب؛ لتعويض المياه المستنزفة خلال الفصول الأخرى؛ إلا أنّ الجفاف الذي يضرب المنطقة منذ أكثر من عامين أثر بشكلٍ سلبي على إعادة ملء بحيرتي تشرين والفرات اللتين خسرتا أكثر من نصف مخزونهما خلال العامين الماضيين.

إدارة سد تشرين: السد يتوقف لمدة 18 ساعة يومياً دون توليد التيار الكهربائي

وحسب إدارة سد تشرين، فإنّ السد يتوقف لمدة ثمانية عشرة ساعة يومياً دون توليد التيار الكهربائي؛ لقلة الوارد المائي، وبناتج الساعات الست الأخرى يتم تزويد القرى في شمال وشرق سوريا بـأربع ساعات يومياً من التيار الكهربائي والمدن بـست ساعات.

ونوهت إدارة السدود في شمال وشرق سوريا في تصريحات سابقة إلى أنّ استمرار حبس مياه الفرات؛ قد يخرج السدود عن الخدمة ويخلق كارثة إنسانية في المنطقة.

تضرر 400 ألف هكتار من الأراضي الزراعة نتيجة خفض تركيا منسوب مياه الفرات

أضف إلى ذلك، فإن أربعمئة ألف هكتار من الأراضي الزراعة على ضفاف الفرات تضررت؛ نتيجة خفض تركيا لمنسوب النهر خلال العامين الماضيين و حرمان عشرات القرى من مياه الشرب، بالإضافة إلى مئات حالات التسمم التي أصابت سكان القرى المحاذية للفرات والتي نجمت عن تلوث المياه.

إلى جانب الفرات؛ تقطع دولة الاحتلال التركي مياه محطة علوك عن أكثر من مليون مواطن سوري في مقاطعة الحسكة منذ أكثر من ثلاثة أعوام.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى