فورين بوليسي: صراع أردوغان مع قبرص هو لتشتيت انتباه الأتراك عن مشاكله في الداخل

قالت مجلة فورين بوليسي أن التاريخ واتجاهات السياسة الدولية تشير إلى أن القادة الذين يفقدون قبضتهم على السلطة لديهم حوافز لاستعراض القوة وتوحيد قاعدتهم خلف تهديد أجنبي وشيك وأوضحت أن لدى أردوغان كل الأسباب لإثارة العداوات مع اليونان

أشارت مجلة فورين بوليسي الأمريكية إلى أنه عندما أعلن بيرات البيرق صهر أردوغان، في الثاني عشر من شهر أيار/ مايو أن بلاده سترسل قريباً سفينة حفر لاستغلال موارد الغاز الطبيعي في منطقة تعتبر على نطاق واسع ملكاً لقبرص، كان يميل إلى تصوير الحادث باعتباره مجرد انفجار غير ضار في النزاعات الإقليمية التي استمرت عقوداً في شرق البحر المتوسط.

وترى المجلة الأمريكية أن أنقرة كانت على الدوام تؤجج التوترات مع اليونان وقبرص، ولكن هذه المرة تبدو الأمور أخطر بكثير، لأن هناك دلائل على أن تركيا قد تكون مستعدة لتصعيد مواجهتها بما يتجاوز مجرد الكلام لصرف النظر عن الداخل المتأزم والسياسة الخارجية المتخبطة.

ولفتت المجلة الى أن إعلان البيرق جاء قبل يوم واحد من عقد تركيا مناورات ذئب البحر ألفين وتسعة عشر، وهي أكبر مناورات بحرية سنوية في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط.

وترى المجلة أن شراء اس أربعمئة كان مصدر توتر من تلقاء نفسه، حيث تعتقد الولايات المتحدة وحلف الناتو أن النظام الصاروخي الروسي، بمجرد توصيله بشبكة الرادار التركية، سيمنح الأنظمة الروسية الوصول إلى بيانات الناتو الحساسة، وهذه بحد ذاتها خطوة تضعف اليونان عضو الناتو.

وتلفت المجلة إلى أنه بالرغم من أن الأتراك قد يسفيدون في نهاية المطاف من الضعف المفاجئ لرئيسهم الديكتاتور، ولكن يشير التاريخ واتجاهات السياسة الدولية إلى أن القادة الذين يفقدون قبضتهم على السلطة لديهم حوافز لاستعراض القوة وتوحيد قاعدتهم خلف تهديد أجنبي وشيك، معتبرة أنه لدى أردوغان كل الأسباب لإثارة العداوات مع اليونان؛ لتشتيت الانتباه عن مشاكله في الداخل.

واقترحت المجلة بأن يكون هناك رد أوروبي قوي وحاسم يثبت أن لليونان وقبرص حلفاء، حيث يتعين على أوروبا الآن أن تتبع نهجاً متوازناً وحازماً، لإثبات ذلك.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى