فيصل المقداد في طهران للتأكيد على العلاقات بين البلدين .. هل تتحدى دمشق المجتمع الدولي ؟

يزور وزير خارجية حكومة دمشق فيصل المقداد طهران للمرة الثانية منذ توليه المنصب وذلك بالتزامن مع زيارة مسشتار الأمن القومي أيضاً لطهران .. هدف الزيارة بحسب ما تم الإعلان عنه هو توطيد العلاقات الاقتصادية بين البلدين اللذين يرزحان تحت وطأة العقوبات الغربية.

يجري وزير الخارجية في حكومة دمشق فيصل المقداد زيارة رسمية إلى العاصمة الإيرانية طهران تستمر ليومين يجري خلالها لقاءات مع المسؤولين الإيرانيين بخصوص العلاقات التي توصف بالاستراتيجية بين البلدين.

وهي الزيارة الثانية للمقداد منذ توليه حقيبة وزارة الخارجية والأولى في ظل الإدارة الإيرانية الجديدة بعد وصول ابراهيم رئيسي إلى قمة السلطة في إيران.

وتأتي الزيارة كنوع من التحدي للمجتمع الدولي الرافض لوجود الإيرانيين في سوريا، كما أنها تأتي بعد أيام فقط من زيارة وفد إيراني اقتصادي كبير إلى دمشق وتوقيعه اتفاقات تجارية وافتتاح مركز تجاري إيراني في المنطقة الحرة بدمشق.

هناك اجماع دولي على أنه لا وجود لإيران في مستقبل سوريا

المجتمع الدولي يجمع – إعلامياً على الأقل – على أنه يجب ألا يكون لإيران دور في مستقبل سوريا، ومن خلال الصمت الروسي على قصف إسرائيل للإيرانيين في سوريا يبدو أن موسكو أيضاً موافقة على ذلك أو على الأقل لها توافقات مع واشنطن وتل أبيب حول ذلك، باعتبار أن إيران الحليفة لدمشق مثلها مثل روسيا تنافس موسكو في الموارد الاقتصادية واستثمارات إعادة الإعمار في البلاد، وتقليص دورها في سوريا يخدم المصالح الروسية.

الموقف الدولي من دور طهران في سوريا قد يتغير في حال لو نجحت مفاوضات النووي في فيينا

لكن الزيارات المتبادلة الأخيرة بين دمشق وطهران والتي تتزامن مع استمرار مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني في فيينا والجولات الإماراتية المكوكية في المنطقة وزيارة دول فاعلة مثل إيران وتركيا، والحديث عن إعادة العلاقات مع الترقب والصمت الاسرائيلي لكل هذه التطورات كلها مؤشرات قد توحي بأنه هناك إعادة صياغة للعلاقات في المنطقة .. وقد يتحول هذا الرفض الدولي للدور الإيراني في المنطقة إلى قبول في حال لو نجحت مفاوضات فيينا أو تشكلت تحالفات جديدة جراء زيارة المسؤولين الإماراتيين في المنطقة.

طهران طامعة بصفقات إعادة إعمار سوريا

وباعتبار أنه إيران إلى جانب الاحتلال التركي من الدول المؤثرة في الملف السوري والتي ساهمت في إيصال الأزمة إلى هذه المرحلة لا بد أنهم يبحثون عن مكتسبات من كعكة مستقبل سوريا، فالكل يترقب استثمارات إعادة الإعمار علماً أن روسيا استثمرت المنشآت الحيوية السورية لعقود من الزمن مثل الموانئ والمطارات والمنشآت الصناعية، وما تبقى منها تطمح فيه إيران وتركيا ودول أخرى.

تطور الأحداث في الشرق الأوسط يؤثر على دور إيران ووضع سوريا أيضاً

وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار الحديث عن تطبيع العلاقات بين دمشق والدول العربية وربما عودة دمشق إلى الجامعة العربية، وتخفيف بعض قيود قانون قيصر الأمريكي على حكومة دمشق وتداول الأنباء عن وجود نوع من التوافق الأمريكي الروسي بخصوص الملف السوري ورغبة الأطراف في تجميد العمليات العسكرية وإبقاء مناطق السيطرة على شكلها الحالي، ورعاية روسيا وأمريكا لمباحثات بين دمشق والإدارة الذاتية ومحاولات تحريك ملف اللجنة الدستورية السورية في جنيف.

ما يوحي بأن التحركات والزيارات الأخيرة قد تكون حاسمة لرسم ملامح سياسية جديدة في المنطقة لا بد أن تكون سوريا من ضمن الملفات الكبيرة الحاضرة فيها بقوة، وخاصة بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية بالدرجة الأولى واللاعبين الصغار أو الإقليميين بالدرجة الثانية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى