فيصل المقداد يهدد السوريين الذين حرروا مناطقهم ويقاومون الاحتلال التركي بالمحاسبة

هدّد وزير خارجية حكومة دمشق فيصل المقداد، مرة أخرى بمحاسبة السوريين الوطنيين في شمال شرق سوريا، واتهمهم بالانفصاليين، رغم استمرار دعوات الإدارة الذاتية الديمقرطية للحوار وتضحيات مكوناتها في تحرير وحماية الأراضي من داعش والاحتلال التركي.

ما تزال حكومة دمشق تتمسك بذهنيتها الاستبدادية التي تعودت على إدارة البلاد بها منذ عقود، وبعد عشر سنوات من الأزمة لم تدرك حكومة دمشق ومسؤوليها أن هذه الطريقة في الحكم لم تعد مجدية في إدارة سوريا.

بهذه السياسات الاستبدادية دمرت حكومة دمشق سوريا وهجرت السوريين وشردتهم وفتحت المجال للتدخلات الخارجية حتى باتت سوريا بكاملها مقسمة بين عدة دول ومناطق نفوذ ومناطق محتلة .. وبالرغم من ذلك ما تزال هذه الذهنية التي تحكم دمشق مصرة على العودة بالبلاد إلى الظلمات وحكم البلاد بالقبضة العسكرية، وغير مستعدة لإجراء التغيير الذي يطمح إليه الشعب السوري.

هذه الحكومة وعبر ذهنيتها الرجعية في الحكم ردت على مطالب السوريين بالحرية والكرامة باستخدام العنف وارتكاب المجازر والسلاح الكيماوي والهدف الحفاظ على سلطة القمع والاستبداد، وتتعامل مع كل من يرفض الاستسلام على أنهم انفصاليون وأعداء.

دمشق سلمت إرادتها لروسيا وإيران وما تزال تتهم الإدارة الذاتية بالانفصال

حكومة دمشق تتعامل مع الشعب في شمال وشرق البلاد على أنهم انفصاليون ويريدون تقسيم سوريا، علماً أن الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية حاربوا ضد الإرهاب وحرروا مساحات واسعة من مرتزقة داعش، كما كانت القوة الوحيدة التي دافعت عن وحدة وسلامة الأراضي السورية ضد الاحتلال التركي وما تزال مستمرة في ذلك، في حين أن حكومة دمشق وقواتها مستسلمة للإرادة الروسية التي تتفنن في بيع أجزاء من سوريا للاحتلال التركي لتحقيق مصالح الطرفين.

وزير خارجية حكومة دمشق فيصل المقداد يبدو أنه لم يستوعب بعد أن سوريا جميلة بتنوع مكوناتها وشعوبها، وخرج مجدداً على الإعلام واتهم السوريين في شمال وشرق البلاد بالإنفصاليين والمجرمين وهدد بمحاسبتهم، ناسياً أو متناسياً أن قوات سوريا الديمقراطية ضحت بأحد عشر ألف شهيد وشهيدة في سبيل صون كرامة ووحدة سوريا.

بينما كان المقداد وحكومته يبيعون سوريا في بازارات آستانا وسوتشي كانت قسد تضحي بالشهداء دفاعاً عن سوريا

المقداد وحكومته وجيشه لم يطلقوا حتى الآن رصاصة واحدة ضد الاحتلال التركي ويتفرجون على مرتزقة داعش وهم يتجولون في البادية السورية .. يتحدثون عن الانفصال والتعاون مع الدول الأجنبية متناسين أن ثلثي سوريا تتحكم به القوى الأجنبية مثل روسيا وإيران ومساحات واسعة تحتلها تركيا والأجواء تصادرها إسرائيل وتتجول فيها الطائرات الإسرائيلية وتقصف من تشاء ومتى تشاء وصواريخ المقاومة والممانعة تتجه نحو الفراغ.

مقدادُ دمشق .. وصف قوات سوريا الديمقراطية بالميليشيات المجرمة وتعهد بمحاسبتهم لكنه نسي أن هذه القوات دافعت عن سلامة سوريا ووحدتها عندما كان المقداد وأسياده يبيعون خيرات سوريا في بازارات آستانا وسوتشي.

المقداد يتهم الإدارة الذاتية بسرقة ثروات البلاد متناسياً الخدمات التي تقدمها الإدارة لـ 5 مليون نسمة

لم ينس المقداد التطرق لثروات سوريا الطبيعية التي كانت في أيادٍ أمينة كما يعلم السوريون مدة أربعة عقود، وادعى أن الإدارة الذاتية تعمل على استنفاذ الثروات السورية واستغلال الإمكانيات الاقتصادية وسرقتها، وكأنه لا يعلم أن الإدارة الذاتية تسخر هذه الثروات لخدمة خمسة مليون نسمة من السوريين يعيشون في ظل الإدارة الذاتية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى