في الذكرى الرابعة لرحيل الشهيد مصطفى.. الشهداء يرحلون جسدا ويحيون فكرا

يصادف اليوم الذكرى السنوية الرابعة لاستشهاد مراسل فضائية روناهي وعضو مجلس اتحاد الإعلام الحر مصطفى محمد شكري، الذي استشهد أثناء تأدية واجبه الإعلامي خلال حملة الشهيد فيصل أبو ليلى لتحرير مدينة منبج.

لعلها آخر الكلمات التي سبقت استشهاد مراسل فضائية روناهي مصطفى محمد شكري, الذي رحل تاركاً خلفه إرثا فكريًا وحضاريًا ينطق باسمه ويقود من بعده آخرين على ذات الدرب ، فطريق السير نحو الحرية يخطه اثنان “الشهداء المفكرون” أو “الأدباء الراحلون”.

نقف عاجزين عن الكلام، ووصف مشاعرنا أمام هؤلاء الشهداء الذين يأتون في صمت، ويبذلون في صمت، لكنهم يرحلون في صخب، ومهرجانات تقدير وإجلال وحب، هي أقل ما يستحقون جزاء ما قدموا للوطن من تضحيات، وما سطروا في سجل المجد من صفحات.

اليوم هو الثامن عشر من تموز الذكرى السنوية الرابعة لاستشهاد مراسل فضائية روناهي وعضو مجلس اتحاد الإعلام الحر ومؤسس برنامج إضاءات مصطفى محمد شكري الذي استشهد أثناء تأدية واجبه الإعلامي في حملة الشهيد فيصل أبو ليلى لتحرير مدينة منبج.

ولد الشهيد مصطفى عام ألف وتسعمئة وثمانية وسبعين في قرية يابسة شرق مدينة كري سبي / تل أبيض, وعاش هناك مع عائلته المؤلفة من ثلاثة عشر شخصاً, انضم إلى فضائية روناهي في شهر شباط ألفين وخمسة عشر, وأشرف على إعداد برنامج نصف شهري باللغة العربية باسم “إضاءات” كما كان يشارك في إعداد الأخبار والملفات الخاصة وتقديمها في الفضائية.

في الثالث عشر من تموز عام ألفين وستة عشر, حرر مقاتلو مجلس منبج العسكري دوار السبع بحرات في المدينة والذي كان يعتبر موقعاً استراتيجياً، الشهيد مصطفى كان يتابع مع زملائه الإعلاميين هذه الحملة وتوجه إلى المنطقة لتوثيق مجريات الأحداث، وهناك انفجر لغم كان قد زرعه مرتزقة داعش، مما أسفر عن إصابته بجروح بالغة، نقل على إثرها إلى مشفى في مدينة قامشلو، ليستشهد في الثامن عشر من تموز في يوم لن ينساه الكثيرون ممن عرفوا مصطفى بروحه المرحة، وحبه لزملائه، متحدثين عن مزاياه الحميدة، فأهالي منبج دائما يكررون مقولة “من خلال الشهيد مصطفى كنا نعلم ما يجري في منبج وكيف يتقدم المقاتلون في الحملة”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى