في ذكرى الشهداء..العثمانيون الجدد يتابعون طريق أجدادهم في إبادة شعوب المنطقة

يحيي السوريون واللبنانيون، في السادس من أيار كل عام، ذكرى أكثر من 20 مثقفًا عربيًّا قتلهم العثمانيون، بتهمة التخطيط لثورة عربية ضد المحتل التركي أثناء الحرب العالمية الأولى، فيما يعيد العثمانيون الجدد بقيادة حزب العدالة والتنمية، ارتكاب الجرائم والمجازر بحق شعوب المنطقة بعد مرور أعوام كثيرة من مجازر أجدادهم العثمانيين.

تعد الدولة العثمانية من أكثر الدول والقوى التي ارتكبت مجازر دموية بحق شعوب المنطقة من العرب والكرد والأرمن والسريان، فيما تكمل حفيدتها الدولة التركية أو ما يسمى بالعثمانيين الجدد مجازرهم بحق الشعوب بدءاً من سوريا والعراق وصولاً إلى ليبيا وأرمينيا وغيرها.

فمع اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914 تم تعيين وزير البحرية جمال باشا قائدًا عامًّا للقوات التركية في بلاد الشام، فشدد قبضته على المنطقة وفرض الضرائب والتجنيد الإجباري واللغة التركية.

وباستمرار الدولة العثمانية بسياساتها الشوفينية القائمة على فرض السيطرة ونهب الثروات، إلى جانب سياسات التتريك للتراث اللغوي والحضاري في البلاد التي كانت تحتلها، أدى ذلك إلى اشتعال جذور الثورة وخاصة بين فئات المثقفين والسياسيين والشيوخ الذين طالبوا بخروج المحتل العثماني.

ولجأ جمال باشا السفاح إلى أساليب مختلفة للنيل من هذه الثورة عبر إلصاق التهم بهم، وهي التخابر مع بريطانيا وفرنسا للإطاحة بهم.

وهذه الاتهامات شكّلت أرضية لعمليات قمع بحق القادة والمثقفين والسياسيين، وازدادت حدّة القتل والإرهاب، وبدأت سلسلة إعدامات بحق كل من كان يُشك به.

وعليه، أصدر جمال باشا أحكامًا بالإعدام على عدد من المثقفين والوطنيين من دمشق وبيروت في محكمة صورية في جبل لبنان.

ونفذت السلطات العثمانية هذه الأحكام على دفعتين، الأولى في 21 آب 1915، والثانية في 6 أيار 1916 الذي أعدم فيها عدداَ أكبر، في كل من ساحة البرج في بيروت، التي سميت فيما بعد بساحة الشهداء، وفي ساحة المرجة في دمشق.

ومنذ بدء تركيا باحتلال الأراضي السورية، استمرت بسياسة أجدادها العثمانيين، من حيث ارتكاب المجازر وتهجير الشعب وفرض سياسة التتريك في المناطق المحتلة، ولا توجد إحصائيات دقيقة عن عدد المدنيين الذين قُتلوا وأُصيبوا في الهجمات التركية على هذه المناطق.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى