في ذكرى عيد الشهداء .. تركيا تواصل مجازر أجدادها ضد شعوب المنطقة

يصادف اليوم السادس من أيار عيد الشهداء في كل من سوريا ولبنان، حيث أعدم العثماني جمال باشا السفاح في مثل هذا اليوم العشرات من الثوريين والساسة والمثقفين السوريين واللبنانيين من الذين خرجوا ضد ظلمه واستبداده.

يعتبر السادس من أيار عيداً للشهداء في سوريا ولبنان، على خلفية أحكام الإعدام التي نفذها العثمانيون إبان الحرب العالمية الأولى في عام ألف وتسعمئة وستة عشر، بحق نخبة من المثقفين والوطنيين الثوريين السوريين واللبنانيين، في عهد العثماني جمال باشا السفاح.

جرائم واستبداد “الدولة العثمانية” دفعت المثقفين والسياسيين إلى الثورة

فبعد تنصل العثمانيين من تنفيذ القرارات الصادرة عن مؤتمر باريس عام ألف وتسعمئة وثلاثة عشر، والتي كانت تقتضي بمشاركة العرب في الحكم، وتمتعهم بحكم ذاتي ضمن ما سميت بالدولة العثمانية آنذاك، واستمرارها بسياساتها القائمة على السيطرة ونهب الثروات، وتتريك تراث البلدان المحتلة، بدأت أفكار الثورة ضد العثمانيين تلوح في أذهان المثقفين والسياسيين والشيوخ.

وعندما بدأت الاحتجاجات في سوريا ولبنان للمطالبة بالالتحاق بالثورة العربية الكبرى ضد العثمانيين في الحجاز زاد هؤلاء من جرائمهم من خلال سياسة الترهيب والإعدامات التي طالت الثوار والمناضلين والمثقفين.

أحكام بالإعدام على عدد من المثقفين والساسة الثوريين في سوريا ولبنان

ولجأ العثماني السفاح جمال باشا إلى أساليب مختلفة للنيل من هذه الثورة عبر إلصاق تهم التخابر مع بريطانيا وفرنسا للإطاحة بالثوار، وشكلت هذه الاتهامات أرضية لعمليات القمع وزيادة حدة القتل والإرهاب، وبدأت سلسلة إعدامات بحق كل من كان يُشك به.

وعليه، أصدر جمال باشا أحكاماً بالإعدام على عدد من المثقفين والوطنيين من دمشق وبيروت في محكمة صورية في جبل لبنان.

ونفذت السلطات العثمانية هذه الأحكام على دفعتين، الأولى في الحادي والعشرين من آب عام ألف وتسعمئة وخمسة عشر، والثانية في السادس من أيار عام ألف وتسعمئة وستة عشر، في كل من ساحة البرج ببيروت، التي سميت فيما بعد بساحة الشهداء، وفي ساحة المرجة بدمشق.

الجرائم والممارسات العثمانية لم تثن السوريين عن ثورتهم

ولم يرضخ السوريون واللبنانيون للممارسات العثمانية، بل ساهمت هذه الممارسات في تكريس حقيقة مفادها أن الثورة هي السبيل الوحيد للتخلص من الاحتلال العثماني؛ فكانت الثورة العربية الكبرى في عام ألف وتسعمئة وستة عشر التي شكلت بداية النهاية للدولة العثمانية، وبعد نجاح الثورة، أعلن المؤتمر الوطني السوري في عام ألف وتسعمئة وعشرين استقلال سوريا والعراق عما سميت الدولة العثمانية.

تركيا “حفيدة الدولة العثمانية” تواصل إرث أجدادها في المنطقة

تركيا حفيدة العثمانية تواصل اليوم ذات الجرائم بحق شعوب المنطقة، حيث تدخلت في سوريا بحجة مناصرة الشعب السوري وحولتها إلى ساحة للجماعات المتطرفة والمرتزقة، واحتلت مساحة شاسعة من أراضيها، وكانت سبباً في مقتل الآلاف من السوريين وتهجير الملايين, كما تعيث فسادا في ليبيا.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى