في ذكرى مذبحة الأرمن..الاحتلال التركي يحاول تكرار ذات السيناريو مع الشعب الكردي

المذابح ضد الشعوب المتطلعة للحرية لونّت صفحات التاريخ بالدماء، وحتى الآن يستمر الخوف من تكرار المجازر بحق الشعوب؛ حيث تمر اليوم الذكرى السابعة بعد المئة للإبادة الجماعية للأرمن من قبل حكومة الاتحاد والترقي التركية في أعقاب بدء الحرب العالمية الأولى.

أدى اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914، إلى مذبحة بحق الأرمن قادتها حكومة الاتحاد والترقي، بحجة “افتعال التوترات”, ففي البداية أرادوا تشويه صورة الأرمن, حيث قالوا عنهم أنهم يقفون إلى جانب روسيا، ويريدون إقامة دولة مستقلة، وحملوا السلاح ويشنون الهجمات؛ كانت هذه كلها جزءا من الاستعدادات لارتكاب المجزرة.

في 24 نيسان 1915، بدأت تركيا الإبادة الجماعية ضد الأرمن واستمرت لمدة عامين, وبحسب المصادر، فقد ذُبح 1.5 مليون أرمني في مدن مختلفة من تركيا وشمال كردستان، أي في المناطق الواقعة تحت السيطرة العثمانية، ونزح حوالي 500 ألف أرمني, وبين عامي 1915 و 1923 هُجر مع الأرمن، أيضاً 500 ألف سرياني و 750 ألف من اليونانيين بالاضافة للكثير من الكرد الإيزيديين.

على الرغم من مرور 107 سنوات على الإبادة الجماعية بحق الأرمن، فإن تركيا وريثة الدولة العثمانية لم تعترف بعد بالمجزرة ولا تعتبرها مجزرة, وفي جميع أنحاء العالم، اعترفت 31 دولة بأنها إبادة جماعية؛ وبعض هذه البلدان هي الأرجنتين وألمانيا وبلجيكا وفرنسا وهولندا وقبرص والسويد وسويسرا وإيطاليا وكندا ولبنان وروسيا وسلوفاكيا وأوروغواي واليونان وبولندا وفنزويلا وتشيلي.

لم يتعرض الأرمن وحدهم لاحتلال وهجمات الدولة التركية الفاشية, فلقد تم ارتكاب المجازر بحق الكرد من قبل الدولة التركية لسنوات وتم إنكار وجودهم, وهي تحاول منذ سنوات تغيير التركيبة السكانية للمناطق الكردية والقضاء على الكرد؛ فيا تستمر هذه المحاولات حتى يومنا هذا.

بعد معركة جالديران مع الصفويين، بدأ العثمانيون في ارتكاب المذابح بحق الكرد, وارتُكبت المجازر في ديرسم وآمد واكري ووادي زيلان وروبوسكي وغيرها، حيث تعرض آلاف الكرد للقتل.

مقاتلو ومقاتلات الكريلا السد المنيع ضد مخططات الإبادة المعاصرة التي تسعى لارتكابها وريثة الدولة العثمانية

وعلى الرغم من مرور هذه العقود الطويلة على الإبادة الجماعية بحق الأرمن، لا تزال الدولة التركية الفاشية تعمل بنفس العقلية لإبادة الشعب الكردي, فهدف تركيا هو إبادة هذا الشعب بأكمله؛ لذلك فهي تهاجم جنوب كردستان وشمالها وغربها في نفس الوقت وتحاول احتلالها والسد المنيع لوقف تلك المجازر المعاصرة ضد الشعوب هم مقاتلو ومقاتلات الكريلا بقيادة حزب العمال الكردستاني.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى