كاترين جابر: تحركات تركيا عبارة عن إخفاقات وهناك 3 أسباب ستؤدي لخروجها من سوريا

أكّدت الصحفية والباحثة السياسية في جامعة السوربون الفرنسية “كاترين جابر” بأن فتح تركيا لعدة جبهات عبارة عن إخفاقات وهي تسعى لابتزاز الغرب في مناطق أخرى لتنال ماتطمح إليه في سوريا.

تحدثت الصحفية والباحثة السياسية في جامعة السوربون الفرنسية كاترين جابر لوكالة أنباء هاوار عن تركيا في ظل حكم أردوغان قائلة: “تركيا خسرت في العديد من الجبهات التي تورطت فيها ومن بينها سقوط الأنظمة التي كانت تابعة لسياستها في منطقة الشرق الأوسط، ولذلك كان من الصعب على أردوغان أن يرى حلم الخلافة الإسلامية، وإعادة مجد الدولة العثمانية يتبعثر أمام عينيه؛ خصوصاً بعد انخفاض شعبية حزبه (العدالة والتنمية) في الداخل، لذلك قام بإعادة إحياء ملف التنقيب في مياه البحر المتوسط، والتدخل العسكري المباشر في ليبيا”.

وأوضحت كاترين “أن تلك التحركات قرارات تكتيكية تتخذها أنقرة لمحاولة حفظ القليل من مكانتها الإقليمية, تبدو في قشرتها الخارجية محاولات استراتيجية جدية ولكنها في حقيقة الأمر تحتوي العديد من الإخفاقات”.

وأضافت أن تركيا أصبحت تتحرش بكافة القوى الإقليمية والدولية ما يمكن أن يدفع بها إلى العزلة التدريجية, كما أن خطتها واضحة في استخدام وسيلة الابتزاز السياسي مقابل إجراء مساومات في سوريا, فبعد العملية التي قامت بها في عفرين فإن الطموحات في غزو شمال شرق سوريا هي أهم أهداف القيادة التركية في الوقت الحالي, ولذلك هي تعترض مصالح القوى الدولية في صراعات أخرى للحصول على ما تريد في سوريا، وهو ما ترفضه الدول الغربية؛ مؤكدين على ضرورة الحل السياسي في سوريا, وأن القرار يبقى في يد السوريين وحدهم”.

وتستقرئ الصحفية والباحثة “كاترين جابر” مسار الأحداث في المنطقة بالقول: “في اعتقادي الشخصي، أي محاولة تركية لإعادة إشعال الحرب في الشمال السوري هي محاولة فاشلة، كما أن خروجها حتمي من الأراضي السورية لثلاثة أسباب رئيسة, أولها أنها ستضطر لمواجهة مقاتلين كرد وعرب ضمن قوات سوريا الديمقراطية، وهي على علم ودراية بمدى بسالة تلك المجموعات في الدفاع عن أنفسهم وعن أراضيهم، كما أن المجتمع الدولي لن يتخلى عنهم خصوصاً بعد الدور العظيم الذي لعبوه في القضاء على داعش “.

والسبب الثاني هو أن النظام أوشك على السيطرة على مساحة واسعة من الأراضي السورية بدعم روسي، وهو يرى في التدخل التركي احتلالاً والأبشع على الإطلاق. والسبب الثالث هو من منطلق مبدأ “المساواة” بين كافة الأطراف, فهناك رغبة عامة لإخراج اللاعب الإيراني من المعضلة، وبالتالي سيتوجب انسحاب الأطراف الأخرى لحل الأزمة وأولهم تركيا”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى