كافالا وطرد السفراء الأجانب .. ملفات تأزم العلاقات بين أنقرة والغرب بشكل أكبر

تعرض رئيس النظام التركي لانتقادات واسعة على خلفية إعلانه 10 سفراء من الدول الغربية أشخاصاً غير مرغوب بهم في تركيا، وذلك على خلفية مطالبة تلك الدول لإطلاق سراح المعارض التركي عثمان كافالا، بينما اعتبر البرلمان الأوروبي أن القرار التركي مؤشر على “تحول سلطوي” خطير.

تشهد العلاقات الأوروبية التركية على مدار السنوات الماضية خلافات كبيرة، نتاج تراكم خيبات الأمل الأوروبية تجاه السياسات التركية، فيما يستعد المجلس الأوروبي لحقوق الإنسان لاتخاذ إجراءات تأديبية ضد تركيا الشهر القادم بسبب انتهاكها لحقوق الإنسان.

أردوغان يطالب “الخارجية التركية” بطرد سفراء 10 دول بينها أمريكا وألمانيا وفرنسا

الأيام الماضية شهدت تصعيداً دبلوماسياً كبيراً بين دول الاتحاد والنظام التركي، حيث وبعد مطالبة عشر دول من بينها أمريكا وفرنسا وألمانيا من أنقرة إطلاق سراح المعارض عثمان كافالا، قال أردوغان أنه أخبر وزارة خارجيته باستدعاء سفراء تلك الدول، و إبلاغهم أنهم أشخاص غير مرغوبين فيهم. ما يعني طردهم من تركيا، لكن قرار الطرد بقي معلقاً ولم يتم تنفيذه.

عثمان كافالا معتقل لدى النظام التركي بتهمة المشاركة في “الانقلاب” المزعوم

وعثمان كافالا هو معارض تركي معتقل لدى نظام أردوغان بتهمة المشاركة في محاولة الانقلاب المزعوم صيف ألفين وستة عشر، وأصدرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، مرات عدة قرارات تطالب أردوغان ونظامه بإطلاق سراح كافالا، إلا أن قرارات المحكمة لم تنفذ على الرغم من أنها إلزامية لجميع الدول الموقعين على ميثاقها. ولعل ذلك قد يعرض تركيا لإجراءات تأديبية الشهر المقبل حيث من المفترض أن يعقد المجلس الأوروبي لحقوق الإنسان اجتماعاً لبحث انتهاكات تركيا في المجال الإنساني والقانوني وعدم تنفيذ قرارات المحكمة.

البرلمان الأوروبي يعاود المطالبة بإطلاق سراح كافالا ويتهم أنقرة بالاستبداد

رئيس البرلمان الأوروبي، ديفيد ساسولي، كان أول المعلقين على القرار التركي باعتبار سفراء عشر دول غير مرغوب بهم، حيث أشار إلى أن الخطوة التركية مؤشر على التوجه الاستبدادي، وجدد مطالبته بإطلاق سراح كافالا.

كذلك سارعت دول أوروبية عدة إلى الرد على تصريحات أردوغان حيث أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية النروجية، ترود ماسايد، أن سفير بلادها لم يفعل أي شيء يبرر الطرد، متعهدة مواصلة الضغط على تركيا بشأن حقوق الإنسان والديمقراطية.

كما وقالت وزارة الخارجية الألمانية أنهم يجرون مشاورات مكثفة مع الدول التسع الأخرى المعنية.

بدورها أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها تنتظر توضيح من الجانب التركي على خلفية قرار أنقرة طرد السفراء.

أحمد داوود أوغلو: الحكومة تنتهك القانون وحوّلت السياسة الخارجية إلى صفقات

وعلى الصعيد الداخلي انتقد أحمد داود أوغلو، رئيس حزب المستقبل المعارض، تصريحات أردوغان بخصوص طرد السفراء, وذلك في سلسلة تغريدات نشرها على تويتر قال فيها إن الحكومة تنتهك القانون وحوّلت السياسة الخارجية إلى صفقات.

وأمام هذا الواقع المتخبط في سياسات أردوغان الخارجية يرى مراقبون أنه يقود تركيا إلى المجهول, حيث باتت الدولة منبوذة في الوسط الإقليمي والدولي، ما قد يفتح الأبواب أمام فرض عقوبات عليها, بالتالي انهياراً أكبر في الاقتصاد المتهالك أصلاً.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى