كري سبي/ تل أبيض..تهجير السّكّان الأصليّين وممارسة التّغيير الدّيمغرافيّ

عادت غمامة داعش السّوداء من جديد لتغطّي سماء مقاطعة كري سبي/ تل أبيض بسوادها، فمع احتلال تركيا ومرتزقتها المدينة بدأت معالمها تتغيّر، وتنحلّ الحجج الواهية ويتضّح هدف تركيا من خلفية “المنطقة الآمنة” التي كانت تدّعيها عبر انتهاكاتها بحقّ أهالي المنطقة.

هجّر الاحتلال التّركيّ الآلاف من المدنيّين لممارسة التّغيير الدّيمغرافيّ وتوطين عائلات مرتزقته على غرار ما مارسته في عفرين، إذ أكدت مصادر محلية، بأنّ الاحتلال وطّن مئة وثمانين عائلة للمرتزقة في حارة اللّيل وحارة الجاويش، قدموا من مدينة إعزاز، ودخلوا عبر البوابة الحدوديّة مع تركيا، كما عبر أكثر من خمسمئة مرتزق على صلة مباشرة مع مرتزقة داعش.

ناهيك عن استقرار نساء داعش الفارّات من مخيّم عين عيسى، في بلدة عين العروس وفي حارة اللّيل، وحارة الأرمن وحارة الجسر في مركز مدينة كري سبي/ تل أبيض.

تتريك المنطقة وتغيير أسماء المرافق العامة ومعالم المدينة 

كما باشر الاحتلال التّركيّ بتغيير معالم المدينة وحضارتها التّاريخيّة عبر تغيير أسماء المرافق العامّة والمدارس، وتدوين اللّوائح التّعريفيّة باللّغة التّركيّة، وتهميش اللّغات الرّسميّة للمكوّنات.

وإضافة إلى ذلك رفعت الأعلام التّركيّة في المرافق العامّة، وكتبت أسماء المستشفيات والدّوائر الرّسميّة باللّغة التركيّة.

ولم ينتهِ الأمر عند ذلك، فأصدر الاحتلال التّركيّ هويّات تعريفيّة تركيّة للمدنيّين، ويجري بعد ذلك اعتقال كلّ من يحمل الهوية الرّسميّة السورية.

ممارسة سياسة التّجويع ونهب الاحتياجات الأساسيّة

مارس الاحتلال التّركيّ سياسة التّجويع ضدّ الأهالي القاطنيين في المدينة المحتلّة، وقد اندلعت احتجاجات شعبيّة في بلدة سلوك جنوب مدينة كري سبي/ تل أبيض على وجه الخصوص، بسبب انعدام الخدمات، وفقدان الاحتياجات الأساسيّة في المنطقة.

وتشهد تلك المناطق المحتلّة واقعاً مأساويّاً من فقدان الكهرباء، وشحّ المحروقات والخبز ومياه الشّرب، في ظلّ نهب وسلب الاحتياجات الأساسيّة للمدنيين من سرقة محصول القمح، والشّعير من المخازن والصّوامع.

خطف وقتل المدنيين بغية تهجيرهم واستحصال فدى مالية

في كلّ منطقة تحتلّها تركيا تلجأ مرتزقتها إلى ممارسة عمليّات الخطف والقتل لتضيّق الخناق على المدنيّين، بهدف تحصيل الأموال عبر دفع “فدية” مقابل الإفراج عن المخطوف، وهي سياسة تجبر سكّان المنطقة على النّزوح منها.

فبعد احتلال تركيا لمدينة كري سبي بدأت مع مرتزقتها بخطف المدنيّين لطلب الفدية، كما خطف الاحتلال المئات من أهالي سريه كانيه وعفرين وما يزال مصيرهم مجهولاً.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى