اثنا عشر مليون نسمة مهددون بفقدان مياه الشرب والطاقة الكهربائية وآلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية مهددة بالجفاف، جراء خفض تركيا لمياه نهر الفرات عن سوريا والعراق، وهو ما يهدد بحدوث كوارث وهجرة جماعية من هذه المناطق المهددة بالتصحر.
منذ بداية العام الجاري تقطع دولة الاحتلال التركي مياه نهر الفرات عن سوريا والعراق الأمر الذي يهدد بحدوث كوارث إنسانية وبيئية وقد تؤدي إلى جفاف المنطقة وتصحرها بشكل كامل، ويهدد الأمن الغذائي لأكثر من خمسة ملايين نسمة في سوريا وسبعة ملايين في العراق.
وانخفض منسوب الفرات خلال الأسابيع الأخيرة إلى أدنى مستوى في تاريخه، ووصل إلى ستة أمتار شاقولية، وتضررت الزراعة وباتت مياه الشرب شبه مفقودة وباتت توليد الطاقة الكهربائية قاب قوسين أو أدنى من التوقف كما تأثرت الثروة السمكية التي تعد من أهم المكونات الحية في نهر الفرات وأهم مصادر دخل السكان في دير الزور.
وكشفت الإدارة العامة للسدود في مناطق شمال وشرق سوريا، أن كمية المياه الواردة من نهر الفرات إلى الأراضي السورية سجلت انخفاضًا جديدًا، خلال الأيام الماضية.
إدارة السدود: الوارد المائي لنهر الفرات انخفض إلى 185 مترا مكعبا في الثانية
و قال محمد طربوش، من الإدارة العامة للسدود، إن نسبة الوارد المائي لنهر الفرات بلغت السبت مئة وخمسة وثمانين مترًا مكعبًا في الثانية، في انخفاض كارثي آخر لمنسوب النهر.
وتبلغ حصة سوريا من الوارد خمسمئة متر مكعب في الثانية، تحصل منها العراق على ستين بالمئة، حسب الاتفاق الثلاثي بين تركيا وسوريا والعراق عام سبعة وثمانين، لكن تركيا خفضت هذه النسبة إلى مئة وخمسة وثمانين في الثانية.
تركيا ترتكب جريمة حرب وإبادة جماعية بحق الشعبين السوري والعراقي
وتعتبر الإجراءات التركية جريمة حرب وفق القوانين الدولية وإبادة جماعية باعتبار أن تركيا تستخدم مياه الفرات كسلاح ضد الشعبين السوري والعراقي، ما يهدد حياة أكثر من اثني عشر مليون نسمة في الدولتين.
وفي العراق كشفت وزارة الموارد المائية العراقية أن إيرادات نهري دجلة والفرات قلت بحدود خمسين بالمئة عن معدلاتها خلال العام الماضي.
كتلة عراقية تدعو لاستخدام الورقة الاقتصادية في وجه تركيا وإيران لحبسهما المياه
ودعت كتلة بیارق الخیر النیابیة، الحكومة إلى استخدام الورقة الاقتصادية، مقابل ورقة المیاه، محذرة مما أسمتھا كارثة في شح المیاه قد تتعرض لھا عدة محافظات وخاصة محافظة دیالى.
وقال رئيس الكتلة النائب محمد الخالدي إن “وضع المیاه في العراق خطیر جدا خاصة في دیالى التي ستكون من أكثر المحافظات تضررا في الأشھر المقبلة، في ظل الصمت الحكومي حیال ما یحصل والذي یثیر الكثیر من علامات الاستفهام”، محذراً بأن الجفاف یھدد مناطق زراعیة وبساتین، داعیا إلى حلول عاجلة تسھم في تفادي الكارثة”.
كتلة صادقون النيابية تتهم تركيا بعدم الالتزام بالاتفاقيات وتطالب الحكومة بالتحرك
كما اتهم نائب عن كتلة صادقون التابعة لحركة عصائب أهل الحق، تركيا بعدم الالتزام بالاتفاقيات العالمية للدول المتشاطئة، مطالبا الحكومة بالتحرك.
وقال عبد الأمير الدبي، وهو عضو لجنة الزراعة إن “الجانب التركي تجاهل انخفاض حصة العراق المائية من خلال عدم الالتزام بالاتفاقيات العالمية للدول المتشاطئة”.
وشدد على “ضرورة قيام وزارة الخارجية بدورها ومفاتحة الأمم المتحدة تجاه سياسة تركيا حول المياه”.
