لليوم الخامس على التوالي السويداء تنتفض وتطالب بتغيير نظام الحكم في البلاد

تعيش مدينة السويداء في الجنوب السوري على صفيح ساخن منذ خمسة أيام حيث تعمها المظاهرات التي تطالب بتغيير نظام الحكم وحل الأزمة السورية وفق المقررات الأممية وخاصة القرار اثنين وعشرين أربعة وخمسين ولقمع هذه التظاهرات تواصل حكومة دمشق إرسال التعزيزات العسكرية في محاولة منها لإخماد هذه التظاهرات بقوة السلاح وتكرار سيناريو بداية الحراك الشعبي في سوريا

يوماً بعد يوم تظهر ملامح فشل النظام الحاكم في دمشق في قيادة المرحلة المقبلة في سوريا، وبعد كل الصراعات التي جرت وتجري في البلاد يسعى النظام للحفاظ على ذهنيته الاستبدادية التي أوصلت البلاد إلى هذه المرحلة، ويرغب في العودة إلى ما قبل عام ألفين وأحد عشر في حكم البلاد بالقبضة العسكرية.

ولكن كل يوم تظهر بوادر جديدة تؤكد أن سوريا المستقبل لا تحتمل هكذا ذهنية في الإدارة ويجب أن يتغير نظام الحكم بجميع أركانه حتى تستطيع سوريا النهوض من جديد.

آخر هذه البوادر ظهرت في الجنوب وتحديداً في السويداء التي تعيش على صفيح ساخن منذ ثلاثة أيام وتعمها المظاهرات التي تطالب بتغيير نظام الحكم وحل الأزمة السورية وفق المقررات الأممية وخاصة القرار اثنين وعشرين أربعة وخمسين.

المتظاهرون يرفضون قرارات حكومة دمشق وسياساتها الاقتصادية الفاشلة والأخيرة تستقدم المزيد من التعزيزات

الاحتجاجات انطلقت بسبب غلاء الأسعار والوضع الاقتصادي المتردي ورفع حكومة دمشق الدعم عن بعض الفئات المجتمعية، لكنها تحولت إلى مطالبات بإسقاط نظام الحكم ورفض هذه الذهنية المتسلطة التي تحكم دمشق.

ولليوم الخامس توالي تشهد عموم مناطق السويداء احتجاجات واسعة للأهالي يرفع فيها المتظاهرون شعارات ضد دمشق وقطعوا الطرق وأشعلوا الإطارات تعبيراً عن غضبهم ورفضهم لسياسات دمشق حيث أفادت مصادر للمرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن قوات حكومة دمشق استقدمت اليوم تعزيزات عسكرية جديدة إلى محافظة السويداء حيث يرى مراقبون أن سبب هذه التعزيزات أن دمشق تتخوف من تصاعد حدة الاحتجاجات في السويداء وامتدادها إلى مناطق سورية أخرى خاضعة لسيطرته في ظل الدعوات من قِبل نشطاء السويداء للخروج بتظاهرات سلمية بكافة المناطق السورية يوم غد الجمعة احتجاجا على الأوضاع الراهنة وما وصلت إليه البلاد من انعدام لأدنى مقومات الحياة في ظل السلطة الحاكمة.

أهالي السويداء يطالبون بتطبيق القرار الأممي 2254

وتطورت الاحتجاجات إلى أن وصلت إلى الهتاف بـ “إسقاط رأس النظام السوري بشار الأسد” والمطالبة بتطبيق القرار الأممي 2254 الذي ينص على الانتقال السياسي في سورياوهذا دليل واضح على رفض النظام القائم من قبل عموم السوريين وليس فقط في مناطق محددة ولو أتيحت الفرصة لربما انتفض مناطق الساحل والداخل ودمشق ايضاً ضد هذه الحكومة .. ولكن سياسة القمع وقتل المدنيين والمتظاهرين التي دأبت حكومة دمشق على ممارستها منذ عام ألفين وأحد عشر قد تؤخر ساعة انفجار الوضع وخروجه عن السيطرة.

كل المؤشرات تدل على أنّ السوريين يجب أن ينتفضوا في وجه حكومة دمشق

ويرى مراقبون أن ما تشهده السويداء رسالة أخرى لحكومة دمشق للاستفاقة من ثباتها وإدراك أنه حان وقت التغيير ولا يمكن أن تدار سوريا المستقبل بهذه الذهنية الاقصائية التي ترفض الآخر .. ويعول السوريون على حلول داخلية والحوار الذي قد ينتج عنه نماذج للحل تنقذ سوريا من التدخلات الخارجية والاحتلالات والاستبداد.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى