لليوم السادس على التوالي..أهالي المعتقلين يعيشون أقسى لحظات الانتظار في العاصمة دمشق

يفترش أهالي المعتقلين في سجون حكومة دمشق الأرض ويتبادلون أطراف الحديث بشوارع العاصمة في محاولة لتخفيف قسوة لحظات الانتظار على أمل رؤية غائب قد لا يتمكن من تذكرهم حتى، أو على الأقل معرفة مصيره من زملائه المفرج عنهم.

يواجه أهالي المعتقلين بشوارع العاصمة دمشق أسوأ لحظات الانتظار، علهم بلقاء غائبهم محظوظين، أو معرفة مصيره فيما إذا كان على قيد الحياة إذا تمكن زميله المفرج عنه من تذكره.

حيث يفترش ألاف السوريين في منطقة جسر الرئيس في العاصمة دمشق الأرض بانتظار وصول الحافلات القادمة من “سجن صيدنا” الاسم الذي تقشعر له أبدان المواطنين في سوريا لسوء سمعته.

ومن الأهالي من لم يعد يطيق الانتظار تحت الجسر، فصعد إلى فوق الجسر حتى يستطيع رؤية الحافلات من مسافة أبعد.

حكومة دمشق تمنع مئات الأهالي من التجمع في أماكن وصول حافلات المعتقلين الخارجين من السجون

وعلاوة على كل الانتهاكات التي ارتكبت بحق المعتقلين وذويهم فإن حكومة دمشق تستمر في تفننها بتعذيبهم وكأن ساعات الانتظار لا تكفيهم، لتقوم بفرض إجراءات أمنية للحد من عدد المنتظرين عند منطقة “جسر الرئيس”، وقد اعتبر مراقبون هذه الأجراءات عملية متعمّدة لتضييع الأعداد الحقيقية للمفرج عنهم.

وبحسب “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، فإن أعداد المعتقلين الذين يخرجون من السجون بموجب مرسوم العفو الذي صدر عن بشار الأسد السبت الماضي تراجعت بشكل لافت خلال الساعات الأخيرة .

وقدّر المرصد عدد المفرج عنهم حتى الآن بأقل من 252 شخصاً، مشيرا إلى أنه رقم ضئيل جداً، حيث من المفترض أن يُفرج عن عشرات آلاف المعتقلين بموجب هذا المرسوم.

السماسرة يستغلون عاطفة أهالي المعتقلين ويحاولون ابتزازهم بمبالغ مالية هائلة

وعلى وتر التضييق على الأهالي، نشرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي معلومات تتحدث عن انتشار السماسرة وسط تجمعات أهالي المعتقلين، بينهم محامون، حاولوا استغلال الموقف وتجمع الأهالي في انتظار معتقليهم، من أجل ابتزازهم مقابل المال، بحجة معرفة تاريخ إخلاء السبيل أو التسريع به.

وحذر ناشطون من أن السماسرة يستفيدون من المعلومات التي ينشرها الأهالي عن أبنائهم المعتقلين، مثل أسمائهم وأعمارهم ووضعهم العائلي، ليتواصلوا مع أهالي المعتقلين ويبلغوهم بالمعلومات المنشورة على أساس أنهم حصلوا عليها من مصادرهم في السجن، وأن المعتقل الذي يخصهم يمكن أن يشمله العفو إذا تم دفع مبلغ معين بأقصى سرعة، حيث يسارع الأهالي المتلهفون لإطلاق سراح أبنائهم إلى تدبير المبلغ، لكن دون أن يحصلوا على نتيجة، ويقعوا ضحية عمليات الاحتيال.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى