لليوم الـ62 على التوالي .. تحذيرات من كارثة إنسانية في ظل استمرار خفض منسوب مياه الفرات

مآساة إنسانية كبيرة تهدد مناطق شمال وشرق سوريا, وقراها الممتدة على طول نهر الفرات, إذا ما واصل النظام التركي خفض مخصصات سوريا من واردات النهر, و التي بلغت خلال الفترة الأخيرة, مئتي متر مكعب, بعد أن كانت خمسمئة متر مكعب في بداية عمليات خفض المنسوب قبل أكثر من شهرين.

مشاهد مؤلمة وقاسية لنهر الفرات في جزئه العابر من الأراضي السورية.. جزء يعتبر الشريان المائي لسوريا عموما ولاسيما أنه يمتد بطول ستمئة وعشرة كيلو مترات من شمال البلاد , حتى شرقها .

هذا الوضع المأساوي الذي آل إليه النهر بجزئه السوري, بدأت قصته قبل أكثر من شهرين من الآن, عندما بدأ النظام التركي وبشكل متعمد, تطبيق سياسة مستغلة تعتمد على خفض حصة سوريا من النهر, كشكل من أشكال الحروب المستخدمة ضد الشعب السوري في مناطق شمال وشرق سوريا, في استمرار لمظاهر الاحتلال التركي للأراضي السورية في كل من عفرين وسري كانيه وكري سبي / تل أبيض وغيرها.

اثنان وستون يوما على خفض منسوب المياه, من شأنها أن تنتج آثارا وتداعيات سلبية على قطاعات عديدة من قطاعات الحياة, وعلى رأسها القطاع الزراعي, الذي يعتمد عليه أهالي القرى الممتدة على طول النهر, وخاصة انّ منسوب المياه في بحيرات سدود نهر الفرات بدأت تتراجع إلى مستويات قريبة من المنسوب الميت, وبالتالي حرمان آلاف الهكتارات الزراعية من المياه, وتهديد لقمة عيش فلاحي ومزارعي حوض النهر.

كذلك كان قطاع الكهرباء من القطاعات المتضررة جراء الإجراء التركي, ما زاد من ساعات التقنين, إلى نحو خمس عشرة ساعة.

إدارة سد تشرين تحذر من إيقاف توليد الكهرباء في حال استمر نقص مياه الفرات لشهر آخر

وأشارت إدارة سد تشرين ثاني أكبر السدود في سوريا, إلى أن نسبة الوارد المائي تتراوح بين مئتين إلى مئتين وعشرين متراً مكعباً في الثانية، محذرة انّ استمرار الوضع بهذا الشكل لنحو شهرٍ آخر، سيؤدي لإيقاف توليد الكهرباء، بسبب اتخاذ التدابير الخاصة للحيلولة من فقدان مياه الشرب.

وعلى الرغم من التحذيرات الصادرة عن إدارات سدود نهر الفرات في الفترات السابقة, إلا أنها لاقت موقفا خجولا من المجتمع الدولي والهيئات والمنظمات الدولية المعنية, دون أي تحرك ضد تركيا.

يشار إلى انّ حرب المياه التركية لا تقتصر على سوريا فقط, حيث يعاني العراق بدوره من المشكلة ذاتها, وخصوصا مع تنبيه وزارة الموارد المائية العراقية مؤخرا، بأن تركيا بصدد إنشاء مزيد من السدود على حوض ومصبات نهر دجلة للاستيلاء على مزيد من المياه, وهو ما يؤكد سياسة أنقرة ضد شعوب وحكومات الدول المجاورة وحتى البعيدة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى