ندد حراك الشباب الذي يقود المظاهرات في العاصمة الليبية بإطلاق مليشيات حكومة الوفاق الرصاص على المتظاهرين، معلنا الدخول في عصيان مدني مفتوح حتى تحقيق مطالبهم, فيما علقت حكومة الوفاق مهام وزير داخليتها فتحي باشا آغا.
أعلن المشاركون في حراك الثالث والعشرين من آب الذي يقود متظاهري العاصمة الليبية طرابلس، دخولهم بدءا من ليل الجمعة في عصيان مدني مفتوح وإغلاق المناطق حتى تحقيق مطالبهم.
كما أدان الحراك إطلاق مليشيات الوفاق الرصاص على مظاهرة نسائية أمام قاعة الشعب أدت إلى إصابة اثنتين منهن، مستنكراً الانتشار الأمني الكثيف بالأسلحة الثقيلة في شوارع طرابلس، وإغلاق ميدان الشهداء أمام المتظاهرين واعتقال عدد كبير بينهم متظاهرات .
كما وجه الحراك رسالة استنكار إلى المجتمع الدولي ووسائل الإعلام عن صمتها على ما يحدث من جرائم ضد المدنيين وطالبهم بفرض العقوبات على قادة المليشيات المتورطة في قمع المتظاهرين.
بعد مخاوف من الانقلاب عليه .. السراج يقيل وزير داخليته فتحي باشا آغا
من جانبها أعلنت حكومة الوفاق في طرابلس، تعليق مهام وزير داخليتها فتحي باشا آغا .
وفيما توجه محتجون إلى وسط طرابلس، للتنديد بحكومة الوفاق، قطعت ميليشيات السراج منافذ العاصمة الرئيسة وأقامت نقاط تفتيش صارمة فيها، كما عززت وجودها بعربات مسلحة قادمة من مصراته لدعم الميليشيات. وهددت المتظاهرين بالقتل في حال استمرارهم في التظاهر.
احتقان وتحشيدات مسلحة لمليشيات مصراتة بعد إقالة باشا آغا
وتشهد مدينة مصراتة التي ينتمي إليها الوزير المقيل حالة احتقان شديد بين الميليشيا, حيث أعلنت عدة ميليشيات حالة الطوارئ بين وحداتها، عقب قرار إقالة باشا آغا.
كما هددت بتكرار عملية فجر ليبيا التي دمرت فيها المليشيات طرابلس وقتل على إثرها المئات، وتم تدمير المطار المدني الوحيد في العاصمة آنذاك، اعتراضا على القرار .
ويأتي قرار التحقيق مع باشا أغا في ظل وجوده في أنقرة ولقائه مع وزير دفاع النظام التركي خلوصي أكار إذ يعتقد نشطاء ليبيون أن السراج يريد أن يضحي بوزير داخليته قبل أن ينقلب عليه الأخير الذي يعمل على توطيد علاقاته أكثر منه مع أنقرة.
ومهما يكن فإن الاحتجاجات الشعبية في ليبيا تفاقمت نتيجة تسليم السراج البلاد للاحتلال التركي عبر اتفاقيات مشبوهة تضع ثروات البلاد تحت تصرف أردوغان، لإمداد مشاريعه الاستعمارية في المنطقة وتمويل مرتزقته، في وقت تعاني مناطق سيطرة السراج من أزمات اقتصادية كبيرة أقلها سوء الخدمات والفقر.
