مجلة أمريكية تحذر من خطر الغزو التركي على المسيحيين شمال وشرق سوريا

حذرت مجلة ناشيونال انتريست الأمريكية من خطر هجمات الاحتلال التركي على المسيحيين في شمال وشرق سوريا، ونقلت عن خبراء أن ما يجري هو امتداد لمجازر السيفو، التي ارتكبتها الدولة التركية بحق المسيحيين في الأناضول، عام ألف وتسعمئة وخمسة عشر.

وذلك من خلل نشرها مقالا، تحدثت فيه عن الخطر المحدق بالمجتمع المسيحي في شمال وشرق سوريا، حيث تحاول تركيا ومرتزقتها ومنذ التاسع من الشهر الجاري غزوها.

وأشارت المجلة الأمريكية إلى أنه لطالما كانت المجتمعات المسيحية في الشرق الأوسط تشعر بالخطر من تركيا، خاصة وأنها منذ بدايات القرن الماضي ارتكبت جرائم شنيعة بحق المسيحيين.

وقالت المجلة: “إن المسيحيين في سوريا كإخوتهم من باقي المكونات، ما زالوا متحدين ضد الغزو التركي للمنطقة”.

ونقلت المجلة عن ممثل مجلس سوريا الديمقراطية في أمريكا، ورئيس المجلس السرياني الوطني السوري”بسام أسحاق”، قوله: “إنهم يريدون إنهاء أمر قد بدأ قبل مئة عام في السيفو”، في إشارة إلى عمليات القتل الجماعي الممنهج للمسيحين في منطقة الأناضول على يد الدولة العثمانية.

وأضاف إسحاق “هناك تضامن بين أحزاب السريان والآشوريين من أجل إدانة هذا الهجوم، وذلك أولاً بسبب التاريخ، وثانياً لأنه لا يوجد شخص يريد أن يرى دولة جارة تهاجم أوطانهم وتجبرهم على الرحيل”.

ويقدر إسحاق أعداد السريان في شمال سوريا حالياً بنحو أربعين إلى خمسين ألف شخص، وذلك في ظل غياب أي إحصاءات رسمية حول عددهم.

وفي فبراير ألفين وخمسة عشر هاجم مرتزقة داعش قرى حوض الخابور الآشورية، حيث دمروا الكنائس وأسروا المئات من سكانها، وبحسب مركز السياسة الآشوري فإن هذه الحملة أنهت الوجود الآشوري في منطقة حوض الخابور.

وقالت رئيسة مركز السياسة الآشوري رين حنا “بالنسبة للآشوريين، فإن التاريخ يعيد نفسه مرة تلو الأخرى، وهذا الأمر يعيق أناسا لا يزالون يعانون جراء أحداث عام ألف وتسعمئة وخمسة عشر، التي لا زالت آثارها باقية داخلهم”.

وقال عضو الاتحاد السرياني الأوروبي دافيد فرجيلي، إن سكان القرى الآشوريين والسريان يفرون الآن من نواحي مدينة الحسكة والأحياء الجنوبية من مدينة قامشلو، بسبب الهجمات التركية.

وأضاف فرجيلي لـ “ناشيونال إنترست”، أنه في حال استمرار الصراع بهذا الشكل، فإنه متأكد من أن السريان سيغادرون هاتين المدينتين الكبيرتين.

وقالت الصحيفة إن المدفعية والغارات التركية لا تزال تضرب الأحياء السريانية والآشورية في قامشلو.

وقال إسحاق “إنهم يقصفون المنطقة التي كان من المفترض أن أذهب إليها.. وهي مزيج من الكرد والمسيحيين، وهم على علم أن بها مسيحيين، إنهم يريدوننا أن نرحل”.

وأضاف التقرير أن بعض الأسماء السريانية وردت في قائمة الضحايا في قامشلو التي أصدرها الهلال الأحمر الكردي.

وتشير المجلة نقلاً عن فرجيلي إلى أن العلاقة الكردية المسيحية قوية جداً، وأنهم متفقون على “مشروع مشترك بين شعوب شمال سوريا”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى