محمد نور الدين: التدهور الاقتصادي والمغامرات الخارجية التركية كانت سبباً لخسارة حزب أردوغان

أكد الخبير في الشأن التركي، محمد نور الدين، أن الانتخابات البلدية التي هُزم فيها أردوغان وحزبه كانت محطة حاسمة ومفصلية، وهذا ما سيحمل تداعيات على حزب العدالة والتنمية والداخل التركي، مشيراً أن الفاشي أردوغان لن يتراجع عن سياساته الاستعمارية.

حقق الشعب الكردي والمعارضة التركية فوزاً نوعياً في العديد من المدن الكبرى في الانتخابات المحلية التي جرت يوم الأحد، ما وجه ضربة قاسية لحزب أردوغان الحاكم الذي تلقى أكبر هزيمة له منذ أكثر من عقدين.

في سياق ذلك أوضح الخبير اللبناني في الشأن التركي، محمد نور الدين ، أنه على الرغم من أن الانتخابات البلدية في أي دولة تتسم بطامع إنمائي واقتصادي وخدماتي ومعيشي، إلا أن الانتخابات البلدية في تركيا كانت ذات طابع سياسي، فالتصويت الذي حصل تصويت سياسي، وبالتالي لا تختلف نتائج الانتخابات البلدية ومدلولاتها عن أي انتخابات أخرى سواء لرئاسة الجمهورية أو الانتخابات النيابية.

مشيراً إن هذه الانتخابات كانت محطة حاسمة وفاصلة بين مرحلتين، ذلك أنه للمرة الأولى يخسر الحزب الحاكم وهو حزب العدالة والتنمية وشريكه حزب الحركة القومية منذ تولي السلطة عام ألفين واثنين وهذه مسألة في غاية الأهمية، سواء ببعدها المعنوي أو المادي.

محمد نور الدين: أعضاء حزب العدالة والتنمية غرفوا من خزينة الدولة

كما بيّن أن تراجع أصوات حزب العدالة والتنمية سيحدث تداعيات سلبية كبيرة داخل الحزب فالوضع الاقتصادي على الرغم من أنه عامل أساسي، فإن الحزب مارس خلال السنوات العشر الأخيرة وحتى قبل ذلك سياسات ريعية، مشيراً أن أعضائه وقادته غرفوا من خزينة الدولة من دون حساب ودون محاسبة ومارسوا اقتصاداً ريعياً يصب في مصلحة عدد محدود من الأغنياء والشركات المرتبطة بحزب العدالة والتنمية.

محمد نور الدين: أردوغان لن يتخلى عن سياسته الاستعمارية في سوريا والعراق

وعن تأثيرات نتائج الانتخابات على سياسات الفاشي أردوغان خارجياً، أوضح محمد نور الدين أن “أردوغان لن يتخلى عن سياسته في شمال سوريا وشمال العراق، هذه السياسات جزء من عقيدته القومية العثمانية”.

مشيراً أنه بدأ مؤخراً ببعض الخطوات مع العراق لمحاربة حركة حرية كردستان، وقال إن محاولات أردوغان في القضاء على الكرد لم تتوقف منذ وصوله إلى الحكم عام ألفين واثنين.

وفي نهاية حديثه، اعتقد الباحث في الشأن التركي، محمد نور الدين، أن الفاشي أردوغان لن يكون أمام نتائج إيجابية لمثل هذه السياسات الاستعمارية، خصوصاً إذا كان هناك تصميم وعزم على مقاومة هذه السياسات، سواء من قبل حركة حرية كردستان أو من كل القوى الإقليمية المتضررة من السياسات التوسعية لحزب العدالة والتنمية وأردوغان في المنطقة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى