مراقبون: أنقرة أمام فرصة أخيرة لاسترجاع علاقتها الجيدة مع الحلفاء الغربيين

أشار مسؤولون في الكونغرس بأن العقوبات التي أقرها المجلس على تركيا بسبب تدخلها العسكري في شمال سوريا، ستتأجل إلى حين نهاية زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة، واعتبر مسؤولو الكونغرس أن هذه الزياة تعد الفرصة الأخيرة له في أن يعيد علاقاته الجيدة مع الحلفاء الغربيين.
في الوقت الذي تهدد أنقرة بتوسيع رقعة سيطرتها وتدخلها العسكري في شمال وشرق سوريا، بذريعة أن الأطراف التي اتفقت معها على وقف إطلاق النار(من بينهم الولايات المتحدة)، لم تلتزم ببنوده، وأن عمليتها العسكرية مستمرة في تلك المنطقة حتى تحقيق أهدافها.
خرجت واشنطن، أمس الأحد، ولوّحت بفرض عقوبات على تركيا بسبب اقتنائها المنظومة الروسية إس -أربعمئة، واعتبرت أن هذه المنظومة لا مكان لها في حلف شمال الأطلسي.
ناهيك عن مشكلة الخلاف على اقتناء أنقرة للصواريخ الروسية، فهناك ملفات أخرى عالقة بين البلدين، ومنها اعتراف مجلس النواب الأمريكي بالإبادة الأرمنية على يد الإمبراطورية العثمانية، الأمر الذي أثار حفيظه أنقرة، وقالت إن الاعتراف بهذا الأمر لا يعني شيئاً، إضافة لذلك فإن ملف الطائرات الأمريكية إف – خمس وثلاثون وطرد تركيا من برنامجها من بين الملفات الساخنة، التي من المتوقع أن يناقشها رئيسا البلدين.
فيما قال مسؤولون في الكونغرس سابقاً، إن العقوبات التي أقرها المجلس على تركيا بسبب تدخلها العسكري في شمال سوريا، ستتأجل إلى حين نهاية زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة، وستسعى إدارة الرئيس ترامب لحث تركيا على وقف حربها في شمال سوريا، وذلك بعد ضغوطات كبيرة تعرض لها ترامب، حتى وصل الحال لتهديده بالعزل.
ورغم كل التوترات الحاصلة بين العضوين في الناتو، إلا أن الولايات المتحدة ليست بوارد خسارة تركيا، لصالح الحلف الروسي، الذي يشهد تقارباً غير مرحب به من قبل واشنطن والحلفاء الأوروبيين.
ويقول محللون أمريكيون، إن الولايات المتحدة لم يسبق لها أن أبدت “مرونة” تجاه أي دولة تقوم بالتعاون مع روسيا، خصوصاً في المجال العسكري، وهذا يشير إلى أن الإدارة الأمريكية مستعدة لمساعدة انقرة في تجاوز العقوبات التي سيفرضها الكونغرس الأمريكي (المعدة مسبقاً)، بشرطين ذكرهما أحد كبار مسؤولي البنتاغون، “أحدهما أن تعيد تركيا المنظومة الروسية إلى موسكو وفسخ العقد)، (والثاني، أن تقوم تركيا بعدم تشغيل المنظومة وتدميرها).
هذا وحسب مصادر مقربة من البيت الأبيض، أن “واشنطن تجّهز حلولاً وسطاً ستعرض على أردوغان لإرضاء الطرفين، وإظهار كل طرف أنه المنتصر، وأن سياسته قد نجحت”، مشيرين إلى أن ذلك يعد الفرصة الأخيرة لتركيا في أن تعيد علاقاتها الجيدة مع الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى