مراقبون: تركيا تبحث عن مخرج من مستنقع إدلب

يتمسك الاحتلال التركي بموقفه من الهدنة فيما تسمى منطقة خفض التصعيد شمال غرب سوريا سعياً وراء الخروج من مستنقع إدلب مع تزايد الضغوط التي تحاصره بشأن النازحين، وفقا لمحللين.

اعتبر مراقبون أن محاولات تركيا لانتزاع تسوية دائمة من روسيا خلال المشاورات، التي استمرت حتى الجمعة بخصوص اتفاق الهدنة المبرم بينهما، تهدف إلى بحث كيفية الخروج من ورطة إدلب، بعد أن تم تضييق الخناق على قواتها بشكل كبير، في ظل الضغوط التي تعاني منها تركيا بسبب النازحين إلى أراضيها وزعمها المستمر بأن الحلول التي تطرحها على الطاولة هي في مصلحة الشعب السوري.

وتخشى أنقرة أن تخسر رهانها على الاتفاق الذي قد يعطيها أملا في تنظيم صفوفها مرة أخرى وبالتالي تقوية المرتزقة الذين تدعمهم لإعادة السيطرة على المحافظة السورية.

ويبدو الهدف الظاهري لاتفاق عدم التصعيد هو تحقيق الاستقرار في المدينة وتجنّب نشوب حرب بين النظام ومرتزقة هيئة تحرير الشام المدعومة من تركيا، والتي تهيمن على إدلب، لكن المشكلة بالنسبة إلى الأتراك أكبر من ذلك.

واتفقت تركيا وروسيا، اللتان تدعمان طرفين متصارعين في الحرب السورية، في الخامس من أذار/مارس الجاري على وقف القتال في منطقة إدلب بشمال غرب سوريا بعد أن أدى تصاعد العنف إلى نزوح حوالي مليون شخص واقتراب الجانبين من شفا المواجهة.

ويفترض أن يعالج الاتفاق مخاوف تركيا الرئيسة المتمثلة في وقف تدفق المهاجرين ومنع سقوط المزيد من القتلى من الجنود الأتراك، لكنه يعزز أيضا المكاسب الأخيرة، التي حققتها قوات النظام ويترك المواقع التركية محاصرة.

وتأزمت العلاقات بين تركيا وروسيا وبالاخص بعد تبادل الاتهامات بشأن خرق اتفاق وقف التصعيد في إدلب.

حيث حمّلت موسكو أنقرة مسؤولية الأوضاع في ادلب وعدم احترام الاتفاقات المبرمة، بينما عُزز هذا الاتهام مع انفراط عقد الجماعات المرتزقة المدعومة من تركيا، والتي باتت أنقرة عاجزة عن ضبطها وتقييد تحركاتها بما يضمن حسن تطبيق الاتفاق.

وكانت أنقرة قد حذرت سابقا من أنها ستطرد قوات النظام من المنطقة إذا لم تنسحب، لكنها لم تفعل بعد.

وفي كانون الثاني العام الماضي، تمكّن مرتزقة هيئة تحرير الشام/ النصرة من كسب أرض في أنحاء إدلب، معززين بذلك الهيمنة على المدينة, وفي ضوء ذلك، يعتقد مراقبون أن الفشل التركي لم يقتصر على عدم القدرة على احتواء هيئة تحرير الشام، وإنما الفشل حتى في منع المجموعة من التوسع والتمدد.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى