مراقبون: من غيرالمرجح أن يساعد الناتو الجيشَ التركي في إدلب

لم تتجاوز المساعدة التي يقدمها “الناتو” لأنقرة مستوى التصريحات، في الهجمات التي أعلنتها على قوات النظام المدعومة من روسيا، في معركة إدلب، فيما يرى مراقبون أنه من غير المرجح أن يغير الحلف موقفه رغم أهمية تركيا الاستراتيجية له.

تقتصر مساعدة حلف الشمال الأطلسي لتركيا حتى الآن في مأزقها بإدلب، على التصريحات الداعمة له والمتضامنة معه، بعد مقتل جنودها في هجوم مدعوم من روسيا شنته قوات النظام في السابع والعشرين من شباط المنصرم.

وبينما استجدت أنقرة المساعدة من الناتو في تنفيذ هجوم عابر للحدود في إدلب، وطلبت دعماً منه لفرض منطقة حظر طيران فوق المنطقة قبيل العملية، أحجمت عن تحميل روسيا مسؤولية الهجوم ؛ وهي التي تهمين على المجال الجوي في تلك المنطقة.

وعلى هامش الاجتماع الذي دعت إليه أنقرة أعضاء الحلف وضم تسعة وعشرين عضواً في الثامن والعشرين من الشهر المنصرم، صدرت تصريحات متباينة من المسؤولين في الناتو والدول الأعضاء، عكست بوضوح عدم رغبة هذه الدول الانجرار إلى الصراع. ويبدو أن معظم الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي غير راغبة إلى حد كبير في ذلك.

وفيما بدت محاولة لتهدئة غضب تركيا، بعد اجتماع طارئ في بروكسل، دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ روسيا إلى وقف الهجوم على إدلب. وقال إن الناتو يتضامن مع تركيا، وعبّر عن تعازيه لمقتل الجنود الأتراك.

وأضاف ستولتنبرغ إن الحلف قدّم دعماً سياسياً وعمليّاً لتركيا، وإن الحلفاء يتطلعون إلى تقديم المزيد من الإسهامات، من دون أن يخوض في تفاصيل، مؤكداً أنهم سيواصلون متابعة التطورات في الحدود الجنوبية الشرقية لحلف شمال الأطلسي عن كثب.

ويبدو أن روسيا تدرك أنه لن يكون هناك أي تحرك يتجاوز الإدانة الشفهية لأفعالها، من قبل أعضاء الحلف، لذلك فقد حمّلت تركيا مسؤولية عدم تزويدها بالإحداثيات الدقيقة لقواتها المنتشرة في سوريا. وقال وزير خارجيتها سيرغي لافروف إن القوات التركية كانت “بين الإرهابيين” في المنطقة التي استهدفتها قوات النظام.

ويرى مراقبون أنه من غيرالمرجح أن يساعد الناتو الجيشَ التركي في صراعه المتعدد الأطراف بسوريا، على الرغم من أهمية تركيا الاستراتيجية، بالنسبة للحلف، وينبع ذلك من سلوك أردوغان الذي جنح عن الناتو خلال السنوات الأخيرة، ودخل مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بصفقات كانت لغير صالح الحلف، ودون التنسيق معها، فضلاً عن اقتناء أنقرة لمنظومة إس أربعمئة الروسية رغم اعتراض أعضاء الحلف، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى