مرتزقة تركيا يبيعون منازل أهالي عفرين المهجرين للمستوطنين الجدد

يقدم مرتزقته ما يسمى “الجيش الوطني السوري” على بيع الممتلكات والمنازل التي تم الاستيلاء عليها من أهالي عفرين الكرد المهجرين قسراً من ديارهم، للعائلات التي تم توطينها في المنطقة حديثاً، وذلك في ظل تعتيم حقوقي وإعلامي دولي.

مع اقتراب طي العام الثاني لاحتلال مدينة عفرين يواصل الاحتلال التركي ومرتزقة “الجيش الوطني السوري” ممارسة انتهاكاتهم وجرائمهم في المنطقة المحتلة، وإلى جانب عمليات الاختطاف اليومية التي تطال من تبقى من أهالي عفرين الأصليين في ديارهم، تتصدر توطين عائلات المرتزقة والنازحين المستقدمين من محافظة إدلب ووريف حلب، قائمة هذه الانتهاكات، حيث يتم بيع المنازل المستولى عليها من الأهالي لهؤلاء المستوطنين.

الاحتلال يطلق يد مرتزقته لتضييق الخناق على من تبقى من السكان الكرد لاستكمال التغيير الديمغرافي 

ويعيش من تبقى من السكان الأصليين في منطقة عفرين حالة مأساوية، منذ نحو عامين، إلا أنه وخلال الشهرين المنصرمين، تصاعد تضييق الخناق عليهم بوتيرة متسارعة، وذلك بهدف دفعهم لترك منازلهم والخروج من المنطقة، لإسكان مستوطنين جدد مكانهم، ضمن سياسة ممنهجة يتبعها الاحتلال التركي، تهدف لإجراء تغيير ديمغرافي كامل في عفرين المحتلة.

الاحتلال التركي تسبب بتهجيير أكثر من 350 ألف من سكانها الكرد الأصليين

وكان العدوان التركي على عفرين مطلع عام ألفين وثمانية عشر واحتلالها بعد نحو شهرين من المقاومة، في الثامن عشر من آذار من نفس العام، قد تسبب بتهجير معظم سكانها الكرد ، والذين بلغ عددهم أكثر من ثلاثمئة وخمسين ألف مدني، وقام بجلب عشرات آلاف المرتزقة وعائلاتهم من مناطق سورية مختلفة وتوطينهم في منازل أهالي المنطقة المهجرين قسراً من ديارهم.

ومع تقدم النظام في ريفي إدلب وحلب، استغل الاحتلال نزوح مئات الآلاف هرباً من المعارك وقام بتوطينهم في منطقة عفرين المحتلة.

بلوغ أسعار تأجير أو بيع المنازل “المستولى عليها” للمستوطنين من 3 ـ 5 آلاف دولار

ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الانسان، فإن سلطات الاحتلال التركي منحت الضوء الأخضر لمجموعاتها المرتزقة ضمن ما يسمى “الجيس الوطني السوري” للتصرف بأملاك وأراضي وعقارات سكان عفرين الكرد، النازحين منهم والباقين في منازلهم على حد سواء، حيث تقوم هذه المجموعات بتأجير أو بيع تلك العقارات وخاصة المنازل والمحال التجارية التي استولت عليها، للعائلات المستقدمة حديثاً إلى المنطقة المحتلة، وبأسعار تتراوح بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف دولار.

وبموازاة ذلك يتم ترهيب من تبقى من سكان عفرين الكرد في منازلهم ، وأفاد المرصد أن الحال وصل بالأهالي إلى درجة يتخوفون فيها الخروج من منازلهم، للقيام بزيارات لأقاربهم، وخاصة في المساء، وذلك خوفاً من أن يداهم المرتزقة منازلهم للاستيلاء عليها.

ولا تعد هذه الانتهاكات بالأمر الجديد لكنها تزايدت إلى حد كبير، بعد استجلاب عائلات جديدة من محافظة إدلب وريف حلب، وتوطينها في منطقة عفرين المحتلة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى