مركز أبحاث إسرائيلي: سلوك أنقرة وطهران بدعم حلفائها في لبنان ينبئ بحرب أهلية جديدة

حذر مركز أبحاث إسرائيلي من خطورة السلوك التركي الإيراني في لبنان, مشيرا إلى أنه قد يشعل حربا أهلية ثانية, وخاصة مع فتح رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري، قنوات اتصال مع تركيا, في سياسة سماها السعوديون بسياسة الابتزاز. 

يبدو أنّ هول انفجار مرفأ العاصمة اللبنانية بيروت لم يقتصر على الخسائر البشرية والمادية فقط.. بل إنه زادها ليضرب عصب الحياة السياسية في لبنان, كما هو ملاحظ في الفترة الحالية على الأقل.

تركيا وكعادتها العدوانية في اقتحام الشؤون الداخلية للدول, بدأت تستغل هذا الانفجار لإقحام نفسها في ميدان لبنان المعقد أصلا نتيجة الوجود الإيراني الضارب هناك, متمثلا, بحزب الله.

مركز بيغن سادات الإسرائيلي, والمتخصص بالأبحاث الاستراتيجية, تطرق للوجود التركي – الإيراني في لبنان, محذرا من أنّ الدعم الإيراني لحزب الله، وكذلك الدعم المماثل من تركيا وقطر للمجتمع السني، على حد تعبيره, قد يساهم بإشعال حرب أهلية, على الرغم من التوافق الإيراني التركي في الكثير من القضايا.

المركز أشار إلى أنّ تصاعد الاحتجاجات على نطاق واسع ضد الحكومة والطائفية، بما في ذلك ضد حزب الله والنفوذ الإيراني في بيروت, إضافة للتداعيات الاقتصادية والتي عقبت انفجار المرفأ, أدى لضعف إيران وحزب الله في الفترة الحالية، وهو ما فتح الباب على مصراعيه لتركيا من أجل الدخول إلى المسرح اللبناني، وخاصة مع تخلي السعودية وحلفائها في الخليج إلى حد كبير عن محاولة التأثير على المجتمع السنّي اللبناني، رغم موقفهم المشترك ضد حزب الله, حسب توصيفات المركز الإسرائيلي.

تركيا بدورها تسعى بتمويل قطري، إلى توسيع رؤيتها العثمانية الجديدة للمنطقة مستندة على جماعة الإخوان المسلمين.. يقول مركز بيغن سادات, وهو مشروع يتعارض بشكل أساسي مع الرؤية الإيرانية, إذ أنّ وضع لبنان في دائرة نفوذ تركيا من شأنه أن يمنح أنقرة وصولًا أكبر إلى شرق البحر المتوسط ​​وموارد الغاز، وهو احتمال مرغوب فيه بشكل خاص بالنظر إلى أن لبنان يمتلك حقول غاز خاصة به.

في سياسة “مزدوجة”.. الحريري يفتح الباب أمام تركيا للتدخل في بلاده

هذا التدخل الوليد في لبنان تنفس الصعداء أيضا, بعدما فتح رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري، قنوات اتصال مع أنقرة , التي أبدت استعدادها لـ “تقديم الدعم الاقتصادي والسياسي للرئيس المكلف”, حسب مصادر سياسية بارزة.

سياسة الحريري تلك وفق إعلام لبناني, لم تقفل أبواب التعاون أمام أنقرة, مستغلا الحساسية المفرطة لدى الرياض وباريس حيالها ، وهو ما صمتت عنه السعودية, لاعتقادها أن الحريري لن يجرؤ على القيام “بدعسة ناقصة” قد تكلفه حياته السياسية، مشيرة إلى أنها أبلغته بعدم تقبلها سياسة “الابتزاز”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى