معاهدة قصر شيرين تقسم الكرد بين الصفويين والعثمانيين

يصادف اليوم ذكرى أول معاهدة قسّمت كردستان إلى قسمين والمعروفة بمعاهدة “قصر شيرين” التي قسمت كردستان بين الصفويين والعثمانيين، لتأتي بعدها اتفاقية سايكس بيكو السرية التي قسمت المقسّم أصلاً ووزعت الكرد بين أربع دول قومية ما زالوا يتعرضون فيها لأبشع الجرائم.

على مرّ التاريخ، كانت منطقة الشرق الأوسط وخصوصاً كردستان، مركزاً للصراع بين القوى الساعية لفرض سلطتها في المنطقة ونهب خيراتها المختلفة، ولم تهدأ حروب السيطرة أبداً في هذه البقعة الجغرافية التي تعتبر مهد الحضارة الإنسانية ومنبع الخيرات السطحية والباطنية، ومن بين تلك القوى المتصارعة الصفويين الذين كانوا يسيطرون على إيران ومحيطها والعثمانيين الذين قدموا من آسيا الوسطى، فبعد معارك بين الطرفين استمرت حوالي 150 عام، وقع الطرفان على معاهدة قصر شيرين وهي مدينة تقع في شرق كردستان بمنطقة كرمانشان في السابع عشر من أيار عام 1639 وتعرف هذه الاتفاقية بين الأتراك باسم اتفاقية زهاب، لإيقاف الحروب المستمرة بين الطرفين.

وتعرف هذه المعاهدة بأنها أول معاهدة في التاريخ قسمت كردستان إلى قسمين، ووزعت أراضيها بين الصفويين والعثمانيين وتم فيها وضع الكرد في دولتين مختلفتين متخاصمتين تحاربان بعضهما البعض، فدفع الكرد كثيراً ثمن ذلك.

واستمرت هذه الاتفاقية حتى الحرب العالمية الأولى، وتحديداً حتى السادس عشر من أيار عام ألف وتسعمائة وستة عشر، عندما وقعت فرنسا وبريطانيا بمصادقة من الإمبراطورية الروسية وإيطاليا، اتفاقية سايكس بيكو السرية.

اتفاقية سايكس بيكو تقسّم المقسّم وتوزع الكرد بين أربع دول

وسعت بريطانيا وفرنسا إلى اقتسام منطقة الهلال الخصيب المعروفة باسم موزوبوتاميا أو ما بين النهرين (الدجلة والفرات) بين البريطانيين والفرنسيين عبر تشكيل الدول القومية التابعة لها. ووفق هذه الاتفاقية، قسّمت كردستان هذه المرة بين تركيا وسوريا والعراق وإيران دون أي مراعاة لحقوق الكرد.

ومنذ هذه الاتفاقية يتعرض الكرد للمجازر والإبادة والصهر الثقافي ولكنهم ما زالوا يناضلون في سبيل الحصول على حقوقهم المشروعة ضمن أرضهم التاريخية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى