مع تجاهل معبر تل كوجر .. مجلس الأمن يمدد آلية إيصال المساعدات للمناطق المحتلة لستة أشهر إضافية

وافق مجلس الأمن الدولي بالإجماع على تمديد آلية ايصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا لمدة ستة أشهر عبر معبر باب الهوى المحتل فقط، بينما تم تجاهل معاناة شعوب شمال وشرق سوريا ومئات الآلاف من المهجرين والنازحين فيها، جراء استمرار إغلاق معبر تل كوجر/اليعربية، وهو ما يشير إلى ازدواجية مجلس الأمن والدول الأعضاء فيه.

كشفت تقارير إعلامية عن أن مجلس الامن يتجه لتمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا لمدة ستة أشهر، وذلك وفق المشروع القرار الروسي، الذي عارضته الدول الغربية في البداية، ولكن يبدو أنها رضخت لموسكو بعد انتهاء مدة التفويض الاحد الماضي.

مجلس الأمن وافق على إدخال المساعدات عبر معبر باب الهوى الذي تسيطر عليه مرتزقة جبهة النصرة

المعبر الذي وافق مجلس الأمن على الإبقاء على ايصال المساعدات له، يسيطر عليه الاحتلال التركي وجبهة النصرة المصنفة على قوائم الإرهاب الدولية ولدى مجلس الأمن ايضاً، في وقت يتم تجاهل معبر تل كوجر ومعاناة الملايين في شمال وشرق سوريا جراء إغلاق المعبر وقطع المساعدات منذ أكثر من سنتين.

ما الذي منع روسيا والولايات المتحدة من المطالبة بفتح ملف معبر تل كوجر في مجلس الأمن ؟

ومع تواجد الولايات المتحدة والتحالف وروسيا وحكومة دمشق في مناطق شمال وشرق سوريا، يتساءل محللون سياسيون عن السبب الذي يمنع تلك الأطراف من مناقشة توسيع آلية ايصال المساعدات للبلاد وفتح معبر تل كوجر، وذلك على الرغم من أدراكهم أن المنطقة تحوي مئات الآلاف من النازحين واللاجئين الذين يقطنون العشرات من المخيمات.

إضافة لذلك كله ما الذي يمنع حكومة دمشق وروسيا وضع شرط فتح معبر تل كوجر مقابل الموافقة على تمديد هذه الآلية، ولماذا أيضاً لم يتم وضع معبر تل كوجر ضمن المشروع الإيرلندي النرويجي في مجلس الأمن الذي طالب بالإبقاء على فتح معبر باب الهوى المحتل الذي تسيطر عليه جبهة النصرة الإرهابية؟.

عدم مناقشة فتح معبر تل كوجر أظهر الوجه الحقيقي لموسكو وواشنطن وعدم رغبتهم بتحسن الأوضاع في المنطقة

وتُـظهر الولايات المتحدة والتحالف وروسيا وحكومة دمشق على أنهم يعملون لمساندة شعوب شمال وشرق سوريا والتقليل من معاناتهم، بينما حقيقة تلك الأطراف ظهرت في مجلس الأمن هذه المرة أيضاً، وأنهم لا يرغبون بتحسن الأوضاع في المنطقة ووصول المساعدات إليها لتخفيف الأعباء الملقاة على عاتق الإدارة الذاتية.

مع التهديدات التركية واحتمال هجومها مجدداً .. تحذيرات من تفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل أكبر في شمال سوريا

وهاجمت قوات الاحتلال التركي سري كانيه وكري سبي تل ابيض، وعفرين، بموافقة أمريكية روسية، حيث تم تهجير مئات الآلاف من سكان تلك المناطق، الذين يعيشون أوضاعاً معيشية صعبة للغاية في المخيمات، كما أن المحتل يجهز نفسه لتوسيع هجماته واحتلاله للمنطقة بموافقة تلك الأطراف، وهذا يعني مفاقمة الأوضاع الإنسانية في هذه المناطق، لذلك كان يجب مناقشة فتح معبر تل كوجر في مجلس الأمن.

الإدارة الذاتية ورغم كل التجاهل والصعوبات تمكنت من تقديم كل ما يلزم للاجئين والنازحين وشعوب المنطقة

ورغم كل الصعوبات وازدواجية التعامل مع هذه المناطق، إلا أن الإدارة الذاتية استطاعت بناء نفسها وتقديم كافة المستلزمات والاحتياجات لشعوب ومكونات المنطقة واللاجئين والنازحين فيها؛ وفق إمكانياتها.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى