مع تحويل أردوغان نظام الحكم إلى رئاسي.. تركيا تعيش حالة من الانهيار الاقتصادي المتواصل

يتعرض الاقتصاد التركي لهزات متواصلة منذ عام ألفين وخمسة عشر وهو تاريخ استبدال أردوغان لنظام الحكم من برلماني إلى رئاسي , حيث سجلت الليرة التركية أسوأ انخفاض لها أمام الدولار على الإطلاق بواقع سبع ليرات ونصف. 

فشل سياسي خارجي تعقبه هزة تلو الأخرى للاقتصاد, وانخفاض سعر صرف الليرة التركية مقابل الدولار إلى مستويات قياسية, والتي وصلت اليوم إلى سبع ليرات ونصف, هذا ماتعيشه تركيا في عهد حزب العدالة والتنمية وزعيمه أردوغان والذي عمد منذ عام ألفين وخمسة عشر إلى استبدال نظام الحكم من برلماني إلى رئاسي لتواجه البلاد بعد ذلك عزلة دولية خارجياً, وتهاوي الاقتصاد بسرعة قياسية داخلياً.

منذ بدايات القرن العشرين وحتى الآن نرى أن الحياة الاقتصادية في تركيا مرتبطة على الدوام بسياسات الحكومات المتعاقبة، وطبيعة الاقتصاد تعتمد على ثلاثية السياحة والخدمات والصناعات المتوسطة, فهي أي “تركيا” ليست بلداً نفطياً أو صناعياً حتى يستطيع اقتصاده الداخلي أن يكون قوياً أو مستقلاً نسبياً عن السياسات الخارجية لحكوماته ومغامراتها.

مجلة أمريكية: سياسات أردوغان جعلت تركيا تابعة للصين اقتصادياً وسياسياً

الباحثان أيكا علمدار أوغلو وسلطان تيبي، كتبا تقريراً مفصلاً في مجلة ” فورين بوليسي” الأمريكية تحدثا من خلاله عن مدى ارتباط الاقتصاد التركي بنمط السياسات الخارجية لأردوغان, مشيرين إلى أن هذا المسار أدى بتركيا لأن تتحول إلى حليف اقتصادي – سياسي للصين وليس لغيرها ، بعدما كان اقتصادها أوروبياً – أميركياً بنسبته العظمى, والذي سيؤدي, حسب الباحثَيْن إلى دخول الصين في شراكات مستقبلية لشراء الكثير من مواقع ومؤسسات البنية التحتية، مما سيدفع بأنقرة لتكون دولة تابعة للصين اقتصادياً وسياسياً.

دورية يونانية: النظام التركي فشل في الهيمنة على طرق التجارة العالمية

أما دورية ” إيكاثيميريني” اليونانية فقد نشرت تحليلاً مطولاً حول الاستراتيجية الأردوغانية في المواءمة بين الاقتصاد والهيمنة العسكرية على المحيط الإقليمي , قائلةً : إن تركيا كانت تعمل على اتباع ماتسمى “العقيدة الزرقاء” للهيمنة على معظم طرق التجارة العالمية من خلال التحكم بملفات التجارة والمهاجرين والطاقة التي تمس الأمن القومي الأوروبي وعلاقته مع العالم الخارجي.

وتابعت الدورية اليونانية , أن الضغوط الأوروبية والأميركية والتعاون المثمر بين الدول الإقليمية، أدت إلى بقاء تركيا وحيدة ولينعكس ذلك على اقتصادها والذي يعتمد بشكل أساسي على تعاون وثقة المستثمرين الأجانب والتي انتهت جراء سياسات أردوغان الخارجية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى