مقاومة هزمت داعش وداعميه وتحولت لرمز للمقاومة الأممية ضد الإرهاب العالمي

تحولت المعركة التاريخية في كوباني إلى نصر للإنسانية ورمزٍ للمقاومة الأممية ضد الإرهاب العالمي المتمثل بداعش، والذي فشلَ رغم الدعم المباشر من النظام التركي باحتلال المدينة، بعد أن قدم لهم أردوغان كافة أنواع المساندة.

لم تبقَ مقاومة كوباني ضد مرتزقة داعش وتركيا ضمن المدى الجغرافي للمدينة أو سوريا، بل تحولت إلى مقاومة تاريخية وعالمية، فقد استطاع أبناء المدينة وضع أولى الخطوات التي أدت فيما بعد لإنهاء الوجود العسكري لداعش في سوريا.

من كل أنحاء العالم، خرجت تظاهرات كبيرة حيّت المقاومة، ونددت بالدعم الذي تقدمه تركيا لداعش لاحتلال المدينة، ليعلن الأول من تشرين الثاني يوما عالميا للتضامن مع مقاومة كوباني.

هجوم داعش بدعم تركي على كوباني كان من أكبر الهجمات التي قام بها المرتزقة

واعتُبرَ الهجوم الذي بدأ به داعش في الخامس عشر من أيلول عام ألفين وأربعة عشر؛ باتجاه كوباني، من أكبر الهجمات التي شنها خلال السنوات التي نشطَ فيها في سوريا والعراق، بمشاركة الآلاف من المرتزقة وبدعم مباشر من الاحتلال التركي، ما أثار المخاوف من أن تتكرر مأساة شنكال التي هاجمها داعش قبل ذلك بأسابيع، لكن المقاومة التي أبداها أبناء المدينة حالت دون ذلك.

الملايين حول العالم خرجوا دعماً لمقاومة كوباني مطالبين حكوماتهم بالتدخل

ودعما للمقاومة الكبيرة التي سميت بمقاومة القرن، خرجت تظاهرات كبيرة في أكثر من ثلاث وتسعين دولة حول العالم، دعت المجتمع الدولي للتحرك ومساندة أبناء كوباني بوجه داعش، كما خرجت مئات التظاهرات أمام السفارات التركية في العالم تنديداً بدعمها للمرتزقة.

كذلك أدت فعاليات الشعب في شمال كردستان، من خلال الجدار البشري الذي شكلوه على الحدود مع المدينة، دورًا مهمًّا في فك الحصار عن المقاتلين من الجهة الشمالية.

انكسار داعش في كوباني كان السبب لهزيمته جغرافياً.. وتركيا تحاول إحياءه مجدداً

عقب ما يقارب الستة أعوام من تحرير كوباني، نجحَ تكاتف المكونات في شمال وشرق سوريا تحت راية قوات سوريا الديمقراطية، وبالتعاون مع التحالف الدولي، من إنهاء الوجود الجغرافي لداعش، حيث كانت معركة كوباني وانكسار داعش فيها الخطوة الأولى لتحرير كامل الأراضي التي يحتلها حتى بلدة الباغوز التي تم تحريرها في الثالث والعشرين من آذار عام ألفين وتسعة عشر.

والآن تحاول تركيا مجدداً إعادة داعش إلى سوريا والعراق وغيرهما من دول المنطقة, بعد انكساره جغرافياً, من خلال تبديل التسميات، واستغلالهم بالحرب على شمال وشرق سوريا، وذلك وسط صمت دولي كبير، وبالرغم من عشرات الدلائل والصور التي تبثت أن من يقاتلون مع تركيا في سوريا وليبيا وإقليم آرتساخ هم مرتزقة داعش وجماعات أخرى مرتبطة به وآخرون تابعون للقاعدة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى