تناقضات دولية في المشهد السوري تدفع مرتزقة داعش إلى تكثيف عملياتهم

قتل اثنا عشر عنصرا من قوات الحكومة السورية في هجوم لمرتزقة داعش، استهدف حافلتهم على الطريق الدولي بين الرقة ودمشق، يأتي ذلك بعد ايام على مقتل تسعة وثلاثين من القوات الحكومية في هجوم مماثل وسط حديث عن استغلال مرتزقة داعش للتناقضات الدولية الحاصلة في المشهد السوري. 

تناقضات بين أطراف الصراع في سوريا، هي أبرز العوامل التي دفعت مرتزقة داعش إلى النشاط من جديد، موجّهين ضربات متلاحقة لقوات الحكومة السورية وحلفائها الروس والإيرانيين على امتداد البادية السورية والتي تحولت إلى ميدان واسع يتحرك من خلاله مرتزقة داعش بحرية مطلقة على الرغم من الإعلانات المتكررة للقوات الروسية ومن خلفها القوات الحكومية والمجموعات المسلحة التابعة لإيران على البدء بحملات عسكرية لتمشيط البادية ولعل آخرها بعد مقتل تسعة وثلاثين من قوات الحكومة السورية في كمين لمرتزقة داعش على الطريق الدولي ديرالزور- حمص، إلا أن العملية العسكرية فشلت قبل أن تحقق هدفها، حيث قتل اثنا عشر من قوات الحكومة السورية أمس الأحد جراء استهداف حافلة تقلهم على طريق الرقة – دمشق.

عمليات مرتزقة داعش اتسعت لتشمل مناطق شمال وشرق سوريا، وتحديدا في ريف دير الزور وذلك بالاعتماد على خلايا تابعين لهم، يعمدون إلى تنفيذ تفجيرات وعمليات اغتيال ضد قوات سوريا الديمقراطية ووجهاء العشائر حيث أظهرت العديد من الاعترافات لخلايا مرتزقة داعش خلال الفترة الماضية عن مسؤوليتهم بتنفيذ عشرات التفجيرات الإجرامية والتي استهدفت المواقع العسكرية والمناطق المدنية على حد سواء.

ويرى مراقبون،أن هناك جملة من الأسباب التي أدت إلى عودة تمدد مرتزقة داعش في الجغرافية السورية، من بينها تمركزه في المناطق غير المؤهولة وتكيفه مع طبيعة البادية، حيث استغل إعادة تمركز المسلحين الموالين لإيران في ريف دير الزور لينفذ العديد من العمليات ضدها، ولعل العامل الأساسي يبرز في عدم التوافق بين الأطراف الموجودة في سوريا واتساع خلافاتها بمقابل زيادة قوة مرتزقة داعش.

كل ذلك، يضع كافة الأطراف الموجودة على الساحة السورية أمام تحدي كبير، يتمثل في استعادة مرتزقة داعش لقدرتهم على شن هجمات كبيرة وسيطرتهم على مناطق واسعة في البادية السورية، لذا يتحدث خبراء وباحثون عن ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة في البلاد بمشاركة كافة مكونات الشعب السوري باعتبارها بداية النهاية لمرتزقة داعش وغيرها من المجموعات المتطرفة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى