منذ احتلالها تركيا تغير ديموغرافية عفرين

خمسة أعوام مرت على احتلال مدينة عفرين من قبل الاحتلال التركي ومرتزقتها السوريين، تغيرت معها معالم المدينة الآمنة بعد أن أجبر أكثر من 300 ألف شخص على التهجير بفعل جرائم الاحتلال، وفي غضون الأعوام الخمس تتجه لكي تصبح تلك المنطقة ولاية تركية على غرار لواء الإسكندورن، عبر تغير كافة معالم ولغة وطبيعة المدينة المحتلة وبناء المستوطنات، وسط ارتكاب الانتهاكات اليومية من قتل واختطاف واغتصاب، فكيف أصحبت وإلى أين تتجه.

شن الاحتلال التركي والمرتزقة السوريين في العشرين كانون الثاني/يناير ألفين وثمانية عشرة وبأكثر من سبعين طائرة حربية هجوماً على مقاطعة عفرين، وبعد مقاومة بطولية استمرت ثمانية وخمسين يوماً، احتلت المدينة في منتصف آذار من نفس العام، ومنذ ذلك الوقت يرتكب الاحتلال الجرائم بحق أبنائها لتغيير ديموغرافيتها.

لبسط نفوذه بنى الاحتلال التركي المقرات والقواعد

وتنتشر في مدينة عفرين ونواحيها المحتلة أكثر من خمسون قاعدة ومقر لجيش الاحتلال التركي ومرتزقته، بنيت على أنقاض منازل المهجرين؛ ومنها يشن الاحتلال هجماته على الشهباء وقرى ناحيتي شرا وشيراوا، ويجري ذلك في وقت يدعي فيه الاحتلال أنه لا يطمع في أراضي الغير ووفقاً للمعلومات، يتواجد في كل قاعدة أكثر من 25 جندياً.

5 سنوات من القتل والخطف والتدمير والصهر تمر على عفرين

وفي إطار تقسيم سوريا وسلخ المناطق التي يحتلها من الأراضي السورية، يسعى الاحتلال التركي بكل الطرق والأساليب تطبيق ما يسمى بـ “الميثاق الملي” و “العثمانية الجديدة”.، وكانت البداية من تغيير هوية عفرين ومعالمها وصبغها بالهوية التركية؛ عبر تغيير أسماء الشوارع والميادين والقرى والبلدات، ورفع العلم التركي ، وإجبار السكان على حمل البطاقة الشخصية التركية، واستكمالاً لعملية تغيير هوية عفرين، أرغم السكان على التعامل بليرتها والطلبة على التعلم بلغتها .

جرائم بالجملة ارتكبت منذ 5 سنوات ولا تزال ترتكب

وارتكب الاحتلال التركي ومرتزقته جرائم قتل واختطاف بحق السكان الأصليين للمقاطعة، بلغ عددها خلال 5 أعوام (663) جريمة قتل تحت التعذيب، واختطاف أكثر من (8644) مواطناً بينهم نساء وأطفال ومسنين، ودمر وسرق 59 موقع وتل أثري، وجرف العشرات ودمرت كنيسة وتعدى على حرمة المزارات الدينية وقطع 367000 شجرة زيتون وحراجية وحرق ما يزيد عن 13500 شجرة.

لترسيخ الاحتلال … بدعم إخوان المسلمين الاحتلال التركي بنى عشرات المستوطنات

وبهدف تكريس احتلالها عمد الاحتلال التركي إلى إنشاء أكثر من 22 مستوطنة وإسكان أكثر من 500 ألف مستوطن فيها وأبرزهم أسر تركمانية وفلسطينية، بدعم وتمويل جمعيات إخوانية، وهم المرتزقة الذين استقدمتهم بالاتفاق مع روسيا وحكومة دمشق من الغوطة الشرقية.

عفرين تحولت لأقبية تعذيب وأوكار للاغتصاب

واستمراراً للجرائم تحولت عفرين المحتلة إلى أقبية وأوكار للتعذيب والاغتصاب من قبل الاحتلال، وتمارس فيها أشد أنواع التعذيب الجسدي والنفسي وتنتشر فيها العشرات من مراكز التعذيب، حيث ووثق إلى الآن وجود 26 مركز يقبع فيها 8644 مواطناً بينهم نساء ومسنون ّوالأطفال.

سجون الموت المخفية

وكشفت مصادر عن وجود عشرة مراكز تعذيب سرية تحوي مئات المواطنين المختطفين وتعد الأسوأ صيتاً.

وتشكل هذه المعلومات جزء يسيراً مما تمارسه دولة الاحتلال التركي من عمليات التغيير الديمغرافي في عفرين المحتلة منذ 5 اعوام، إذا تعمل على محو وطمس ثقافتها الأصلية وتتريكها تمهيداً؛ لسلخها عن الأراضي السورية، وإلحاقها بالأراضي التركية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى