من بينها مصر والسعودية..دول الشرق الأوسط تبدي عدم الانحياز لأحد الأطراف المتصارعة

يواجه الشرق الأوسط منذ اندلاع أزمة أوكرانيا اختبارا دوليا دقيقا، حيث تحاول الدول اتباع منهج دبلوماسي براغماتي يسمح لها بالقبض على العصا من المنتصف، فلا تنحاز إلى المحور الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة، ولا تعلن تأييدها مباشرة لموسكو، لتبدو على مسافة واحدة من الأطراف المتصارعة.

تحول التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا إلى أزمة سياسية للكثير من الدول التي تحاول الحفاظ على توازنات بين جبهتي موسكو وواشنطن، حيث تصطف بعض الدول بجانب أحد الطرفين، بينما يتمسك آخرون بعدم الاشتباك في معركة ذات أبعاد لا أحد يعرف مساراتها جيدا.

فالحرب في أوكرانيا هي حرب مصالح, بيد أن قلق الشرق الأوسط من نتائج الهجوم الروسي على أوكرانيا إضافة إلى التهديدات والعقوبات والتحذيرات الأمريكية الروسية جعلته حياديا في قراراته.

وتحرص دول الشرق الأوسط على تغليب البراغماتية كوسيلة للتعامل مع أزمة مفتوحة لا أحد يعلم مآلاتها النهائية، فالاصطفاف إلى جانب أحد الأطراف قد يضر بمصالحها مع الآخر ما يجعلها تأبى الإعلان صراحة عن انحيازات مع أو ضد.

وكانت مصر كغيرها حائرة في ضبط معادلة العلاقات مع القوى الكبرى على أساس المصالح عبر صيغة مناسبة تتواءم مع التصورات الحرجة الناجمة عن خروجها من محنة انقسامات حادة بعد اندلاع ثورتين في البلاد خلال فترة وجيزة.

وتراهن القاهرة على كسب ودّ أوكرانيا وروسيا معا، لكن هذه السياسة يمكن أن تؤدي إلى خسارتهما عندما ينفض العالم الغبار الذي تراكم بسبب أزمة أوكرانيا وتحين لحظات الثواب والعقاب.

في حين, أوضح ولي العهد السعودي موقف بلاده المعلن، ودعمها للجهود التي تؤدي إلى حل سياسي يؤدي لإنهاء الأزمة ويحقق الأمن والاستقرار، مؤكداً استعداد المملكة لبذل الجهود للوساطة بين كل الأطراف.

ويرى مراقبون, أن الرابح في هذه الأزمة خاسر, إذ ليس للشعوب المصلحة والفائدة في حروب الاحتلال والاستيلاء التي تقوم به عدة دول رأسمالية تفكر في مصالحها دون الأمن والسلام للمنطقة والعالم.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى