مواقف دولية متناقضة حيال تجديد التفويض الأممي لإيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا

تهدد المواقف الدولية من حرمان السوريين من المساعدات الأممية القادمة عبر الحدود، حيث ترفض روسيا استمرار العمل بآلية إيصالها عبر تركيا فقط، بينما تريد الدول الغربية الإبقاء على التفويض الأممي و توسيع المهام لتشمل معابر أخرى.

منذ أكثر من سنة ونصف أغلق مجلس الأمن الدولي بضغوطات روسية، ثلاثة معابر حدودية من أصل أربعة في سوريا، و تم الاتفاق حينها للإبقاء على معبر وحيد أمام المساعدات الأممية، وهو معبر باب الهوى المحتل من قبل تركيا، وبذلك حُرِّم الملايين من السوريين من هذه المساعدات وخاصة في مناطق الإدارة الذاتية.

ويبدو أن الأمور تتجه إلى إغلاق كافة المعابر في سوريا، مع انتهاء التفويض الأممي في الـعاشر من الشهر المقبل، وهو ما تحذر منه الدول الغربية والمؤسسات الأممية، معتبرين ذلك كارثة إنسانية كبيرة وبالتالي إمكانية أن تنجر الأمور إلى حدوث مجاعة أكثر مما هي عليه الآن.

روسيا تحدد موقفها.. “موسكو لا توافق الغرب على عدم وجود بديل إلا عبر تركيا”

روسيا أكدت موقفها على لسان وزير الخارجية سيرغي لافروف من استمرار وصول المساعدات الأممية، حيث قال إن موسكو ترفض تمديد تفويض إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود مع تركيا، وأشار أن بلاده لا توافق الأمم المتحدة والدول الغربية، حول عدم وجود بديل، إلّا عبر تركيا.

الدول الغربية تسعى لاستمرار التفويض الأممي وتوسيعه ليشمل معبر تل كوجر

الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، ترغب باستمرار العمل بهذه الآلية، بل و توسيعها أيضاً، لتشمل منافذ حدودية أخرى كمعبر تل كوجر، إذ أن مئات الآلاف من اللاجئين والنازحين في شمال وشرق سوريا، حرموا من المساعدات الأممية بعد إغلاق المعبر قبل سنة ونصف، ما أدى لزيادة معاناتهم بشكل كبير، واقتصار ما يقدم لهم عبر الإدارة الذاتية و المنظمات المحلية.

وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت الأربعاء الماضي، أنها حضت دول عدة ومنها روسيا على عدم الاعتراض على تمديد فترة إبقاء معبر باب الهوى مفتوحاً لإتاحة دخول المساعدات إلى إدلب.

محللون: نستغرب من التشديد الأممي على “باب الهوى” وملايين السوريين جياع في مناطق أخرى

ويستغرب محللون من التشديد الأممي والدولي على معبر باب الهوى مع تركيا، على الرغم من أن باقي المناطق السورية تضم ملايين السوريين المحتاجين لتلك المساعدات، وعدم توسيع المهمة الأممية سيزيد من معاناتهم بشكل اكبر، لأن المساعدات القادمة لا تصل إلى باقي المناطق السورية كما يجب.

الاتحاد الأوروبي يحدد 3 مليارات يورو لتقديمها لتركيا .. ويتجاهل السوريين في باقي الدول

إضافة لذلك كله، يسعى الاتحاد الأوروبي إلى تقديم أكثر من ثلاثة مليارات يورو، للنظام التركي، وذلك لما يصفونه “تحمل أعباء اللاجئين السوريين الذين تستضيفهم تركيا”.. دون الاهتمام بملايين اللاجئين الموجودين في جنوب كردستان والعراق و لبنان, فضلا عن معاناة السوريين داخل البلاد.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى