ندد نعوم تشومسكي بتأخر رد فعل العالم في مواجهة كورونا، رغم توفر المعلومات عنه في وقت سابق، معتبراً أن المرحلة التي تلي هذا الفيروس أخطر على البشرية، بسبب الاحتباس الحراري وخطر حدوث حرب نووية.
اعتبر المفكر الأمريكي، نعوم تشومسكي، أن المرحلة التي تلي وباء كورونا أخطر من الوضع الراهن، منددا بتأخر رد فعل الدول حيال التعامل معه.
وفي لقاء تلفزيوني مع إحدى القنوات الأمريكية، حذر تشومسكي مما وصفه بـ ” السباق إلى “حافة الكارثة” المرعبة التي يجري إليها العالم، فضلاً عن المضاعفات الاقتصادية والاجتماعية التي يتسبب بها الوباء على مستوى البشرية بأكملها. وما يتهدد البشر من خطرين وجوديين وشيكين، أولهما تزايد تهديدات الحرب النووية، وثانيهما تزايد مخاطر الاحتباس الحراري. مشيرا إلى أن فيروس كورونا يمكن أن تكون له عواقب مرعبة، لا يمكن بعدها العودة إلى الوراء، حتى لو تم التعافي وحدث الانتعاش.
نعوم تشومسكي: الإجراءات التي تطبقها الحكومات بسبب كورونا تؤدي إلى تدهور الديمقراطية
وفي نظر تشومسكي فإن الإجراءات الاستثنائية التي تطبقها الحكومات من إغلاق للحدود الداخلية والخارجية، وحظر التجول في بعضها، واستخدام الجيش في تطبيق إجراءات العزل، قد تتسبب بتدهور الديمقراطية والنزوع إلى الاستبداد في كثير من مناطق العالم، يضاف إليها انهيار الأسواق والنظام الاقتصادي العالمي.
نعوم تشومسكي: تحرك ترامب وقادة أوروبا كان غير مسؤول رغم توفر المعلومات مبكراً عن كورونا
ويضيف أنه على الرغم من توفر المعلومات منذ كانون الأول من العام الماضي عن أعراض وباء فتاك مسبباته غير معروفة، والتي قدمتها الصين إلى منظمة الصحة العالمية حين تفشى الوباء في “ووهان” وتم تعميمها في العالم أجمع. كان تحرك الرئيس الأمريكي ترمب وقادة أوروبا بطيئاً وغير مسؤول.
كما ندد المفكر، بنهم شركات الأدوية للربح الفاحش، على حساب إيجاد لقاح أو علاجات للأوبئة المحتملة، حيث كانت المعلومات عن التسلسل الجيني لسلالة سارس والتي ينتمي إليها فيروس كورونا متوفرة منذ تفشي فيروس السارس.
وحذر تشومسكي من أن هناك بلدان مثل جنوب آسيا قد تصبح مناطق غير قابلة للعيش لعقود، حين تواصل حرارة المناخ الارتفاع، نتيجة الاحتباس الحراري، ونشوء نزاعات متعددة في العالم حول المياه، مع ازدياد مخاطر الجفاف وشح المياه.
نعوم تشومسكي: على الناس تنظيم أنفسهم والتضامن لتحقيق عالم أفضل وإلا فإنهم سيواجهون مصاعب هائلة
وباعتقاد تشومسكي، فإن أزمة كورونا هي مجرد جزء واحد من كابوس رهيب مقبل، وإن لم يشرع الناس على الفور في تنظيم أنفسهم ويتضامنوا في ما بينهم لتحقيق عالم أفضل بكثير من الذي يعيشون فيه، فهم سيواجهون مصاعب هائلة لطالما أعاقت طريق الحق والعدالة.
