هل يستغل الاحتلال التركي الأزمة في أوكرانيا لغزو مناطق أخرى من سوريا؟

يسعى الاحتلال التركي لاستغلال الأزمة الأوكرانية لرسم مخطط لغزو مناطق سورية جديدة مستغلاً انشغال العالم بأوكرانيا، ومع استمرار الأزمة بين روسيا وأمريكا في أوكرانيا يكثف الاحتلال قصف مناطق شمال وشرق سوريا ويعقد اجتماعات مع أطراف محلية وإقليمية للتخطيط للغزو.

تتداخل الأزمات في العالم بعضها ببعض ويبدو أن الصراعات بين روسيا وأمريكا تؤثر بشكل مباشر على منطقة الشرق الأوسط بسبب تداخل الأطراف المعنية في الأزمات العالمية مع أزمات الشرق الأوسط، ومثال ذلك الأزمة الأوكرانية التي تتصارع فيها روسيا وأمريكا ولاعبين آخرين مثل أوروبا وتركيا وفي نفس الوقت تتصارع هذه الأطراف في مناطق أخرى مثل ليبيا وسوريا.

ومن الطبيعي أن تتأثر هذه الملفات ببعضها، ولا بد للمتحالفين في سوريا أن يختلفوا إذا اختلفت مصالحهم في أوكرانيا، وإذا كان الروس يراعون مصالح الاحتلال التركي في سوريا يجب على تركيا أن تراعي مصالح الروس في أوكرانيا وإلا قد تتأثر مصالحها في سوريا.

في أوكرانيا يبدو أن روسيا تسعى إلى غزو كييف بسبب الصراع على خطوط الطاقة وخاصة الغاز الطبيعي الذي يمر عبر الأراضي الأوكرانية، في المقابل تسعى الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين الوقوف في وجه أي غزو روسي محتمل لأوكرانيا.

الاحتلال التركي يرسم مخططات مع الأطراف الإقليمية لرسم السيناريو لغزو الشمال السوري

وفي ظل هذه المعادلة المعقدة ترى تركيا نفسها مجدداً أمام خيارين قد يؤثرا على مصالحها في مناطق أخرى، ويرغب النظام التركي في اللعب على وتر الخلافات الروسية الأمريكية والحصول على مكاسب كما فعلت خلال السنوات السابقة فيما يخص سوريا.

وترى تركيا نفسها في جانب حلف الناتو والولايات المتحدة بالنسبة لأوكرانيا وقد يكون ذلك على حساب علاقاتها مع روسيا علماً أنها عقدت صفقات عديدة مع الروس في سوريا.

ونتجت عنها سيطرة حكومة دمشق على مساحات واسعة من البلاد مع انسحاب المجموعات المرتزقة الموالية للاحتلال التركي من وسط وجنوب البلاد وريف دمشق، لكن في المقابل سمح الروس لتركيا باحتلال جرابلس والباب وعفرين ومناطق أخرى.

كذلك عقد النظام التركي صفقات مع واشنطن وخاصة مع إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب مقابل السماح لتركيا باحتلال مدن سريه كانيه/رأس العين وكري سبي/تل أبيض.

وفي أوكرانيا تسعى تركيا للعب على التناقضات من خلال الاصطفاف إلى جانب الناتو وواشنطن ويبدو أن ذلك سيكون مقابل تغاطي الغرب للجرائم والانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال التركي في سوريا وخاصة مناطق شمال وشرق البلاد والمناطق المحتلة مثل عفرين التي يسعى الاحتلال لتغيير ديمغرافيتها وتتركيها وضمها.

الاحتلال التركي مستعد لتقديم تنازلات للروس والأمريكيين مقابل غزو مناطق شمال وشرق سوريا

وبالتزامن مع الصراع القائم في أوكرانيا كثف الاحتلال التركي من قصفه وهجماته ضد مناطق شمال وشرق سوريا، ويرى مراقبون أن الاحتلال التركي قد يستغل انشغال العالم في أوكرانيا لغزو سوريا وارتكاب مجازر بحق المدنيين بالتوافق مع الأطراف الدولية أو على الأقل مستغلة انشغالهم هناك.

لكن لو تم ذلك واستمر النظام التركي في هذا المخطط قد يكلفه ذلك خسارة مناطق أخرى من سوريا مثل إدلب لأنها تغضب بذلك الدب الروسي الذي يرى في سوريا أحد ساحات الصراع الاستراتيجية والتي حققت فيها نجاحات من خلال صفقاتها مع تركيا.

وأمام هذا الواقع قد يرى النظام التركي نفسه مجبراً على تقديم تنازلات للجانبين الروسي أو الأمريكي في بعض الملفات مقابل الحفاظ على ملفات أخرى، أو استغلال ملف أوكرانيا وتقديم تنازلات هناك مقابل ضوء أخضر دولي لغزو شمال وشرق سوريا.

لكن على الجانب الآخر يرى محللون أن دور تركيا وغيرها من الوكلاء ثانوي في هذه الملفات ويبقى التوافق الروسي الأمريكي سيد الموقف في أية أزمة كانت وعندها سترى تركيا وإيران وغيرهم من المتدخلين أنفسهم مجبرين على الالتزام بالخطوط المرسومة من جانب موسكو وواشنطن .. وينطبق ذلك على أوكرانيا وسوريا وليبيا أيضاً.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى