يعتبر القائد أوجلان في تحليلاته للثامن من آذار عام 1998 أنّ اعتباره كيوم للمرأة في السنة دليل على إنكار المرأة في الحياة كليّاً

يعتبرالقائد أوجلان في تحليلاته حول الثامن من آذار في عام ألف وتسعمائة وثمانية وتسعين ،أنّ اعتبار يوم واحد في العام مثل الثامن من آذار كيوم للمرأة ،دليل على إنكار المرأة في الحياة كليّاً وأنّ ذاك اليوم مجرد استذكار للمرأة التي تم إنكارها ،وإنما يجب اتخاذ كلّ يوم كثامن من آذار في التقرب من نفسها.

إني لا أرى تحديد يوم واحد في العام واعتبار الثامن من آذار لوحده يوماً للمرأة أمراً مناسبا ،التحول للمرأة الحرة شرط لا استغناء عنه بالنسبة للحياة، ولمجرد إعتبارالثامن من آذار كيوم للمرأة خلال العام ،بحد ذاته إثبات على إنكار المرأة في الحياة كلياً،وإنما أصبح مجرد استذكار لها فقط،و يكشف بعمق وجه العبودية التخلفي والرجعي ،و دليلٌ على عدم المصداقية في التقرب من المرأة،حيث يجب اتخاذ كافة الأيام كأعياد لها مثل الثامن من آذار.

من دون استيعاب العلاقات بين المرأة والرجل، لا يمكن إدراك أو حل أية مشكلة اجتماعية بالدرجة الكافية، إذ تتخفى وراء القضايا الاجتماعية إشكالية العلاقات بين الجنسين. فلدى قيام مؤسسة الزواج – المفروضة على المرأة في المجتمع الهرمي ومجتمع المدنية بمنوال أحادي الجانب – بإنشاء حاكمية الرجل المتعددة الجوانب، يكون بذلك قد رصف أرضية مؤسسة عبودية وتبعية خاصة بالمجتمع البشري، وربما لن يشهدها أي كائن حي آخر في الطبيعة.

وكل حالة تمایز مجتمعي وطبقي وقومي بين الساحق والمسحوق، إنما ترتفع دوما على هذه الأرضية. كما ويتستر هذا الواقع خلف جميع أشكال النزاعات والمشاحنات والحروب.

بينما ما حجبه تاریخ المدنية وأورثته الحداثة الرأسمالية بالأكثر بوصفها آخر مراحله، هو ذاك الواقع المعني بوضع عبودية المرأة المبنية على تلك الأرضية.

وفيما يخص بعدها الكردستاني ،علينا استمرار الثورة بكدح وجهد دأوبين أكثر،بشكل يجتاز التقرب الكلاسيكي من الثامن من آذار،حيث لدينا شهيدات تتطلبنّ منّا الاستذكار والعمل يومياً كـ الثامن من آذار، حيث، هناك من قمن بعمليات فدائية لم يشهد سلالة البشرية لها المثيل حينما تطلبتها الحياة الحرة ،ومن أضرمن النار بأجسادهن لتقديس سلالاتهن النسائية،ونعتبرها جميعا بمثابة الدين علينا القيام بإيفائه

ولتصل كافة الثورات وخاصة الثورة الكردستانية لنتائجها يجب أن نقوم قبل كل شيء بتحليل وحلّ الحياة المحيطة بالمرأة ، بدء من مشاكل إيصال الحرب لذروتها وإلى الذهنية والإيدوليوجية والتنظيم والقمع والاستعمار القاتل المحيط بالمرأة وصولا للسلام المستند إلى الحرية ،إن لم يتم التعاطي مع كل هذا وفقاً لحقيقتها وبلوغ حلولها مع المرأة فلا الحرب ستكون حرباً للحرية ،ولا السلام سيكون سلاماً حقيقياً.

ويجب تحليل وحل كلّ أشكال العلاقة المحيطة بالمرأة بدءً من العائلة وصولاً للأخلاق والفلسفة والدين وكيفية تعاطي جميعها مع المرأة وأيّ نظامٍ أحاطوها به .

ففي التعمق في الثورة الكردستانية والتعاطي معها يجب الإدراك أنها لم تكن منفصلة عن كلّ هذه الجوانب المذكورة.

بشكل عام لدى السؤال عن الحياة كيف يجب أن تكون ،بالنسبة لي السؤال، الحياة كيف يجب أن تكون مع المرأة ،يعتبرمن التساؤلات التي لا زالت تشغلني بجوابها حتى الآن ،ويجب أن يكمن الجواب في ضرورة أن تشارك المرأة في كافة جوانب الحياة الأجتماعية بدءً من السياسة والايديولوجية وصولاً للدفاع ،وأعطيه اهمية كبيرة في النضال الاشتراكي بكل جوانبه.

الحرب والسلام أيضاً يجب أن تكون من المشكلة الأساسية للمرأة والتي يجب أن تقف عليهما بإمعان ،حيث يجب عدم ترك ذلك للتقربات اليمينية للرجولة المتسلطة ذ دونها لا الثورات الحالية ولا ثورات القرن الواحد والعشرين لن تحقق نتائجاً لا في الحرب ولا في السلام.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى