أنقرة تملأ سد إليسو على نهر دجلة.. وبغداد قلقة من تفاقم شح المياه لديه

باشر النظام التركي بتعبئة سد إليسو المبني على نهر دجلة بالمياه، ما سيشكل بحيرة ستغمر مواقع أثرية، الأمر الذي يثير قلق الجانب العراقي لأن السد سيفاقم مشكلة شح المياه في البلاد.

لم تكد الأخبار السارة بعد زيارة الموفد الرئاسي التركي إلى بغداد تمنح العراقيين شيئاً من الأمل بصدد حل ملف المياه، حتى محت الخطوة التركية ملء سد إليسو ذلك، ما يشير إلى أن نظام العدالة والتنمية لا يلتزم بعهد ولا قانون إنه باختصار خدع العراقيين، حسب مراقبين.

ويقول رضوان أيهان المتحدث باسم مجموعة من الناشطين تعارض بناء سد إليسو لتوليد الكهرباء، والواقع في شمال كردستان لوكالة فرانس برس “لقد سدوا المنافذ داخل السد ومستوى المياه يرتفع”، مطالباً النظام التركي بالكف عن المشروع وإفراغ السد، مشيراً إلى أنه لم يبلغ سكان المنطقة بشيء، وأنهم قلقون على منطقتهم.

ويشكل إليسو جزءاً أساسياً مما يسمى “مشروع جنوب شرق الأناضول” الذي يراد منه تطوير الوضع الاقتصادي لهذه المنطقة من البلاد عبر مشاريع ري ضخمة وتوليد كهرباء.

لكن سكاناً من المنطقة ومدافعين عن البيئة يعربون عن القلق إزاء تأثير هذا المشروع على البيئة وعلى تراث المنطقة. فالبحيرة الاصطناعية التي ستتشكل ستغمر مدينة حسنكيف التي يمتد تاريخها إلى اثني عشر ألف عام.

إلا أن النظام التركي يرفض الاعتراضات ويؤكد أن غالبية آثار حسنكيف قد نقلت، كما تم بناء مدينة جديدة لسكانها قرب مكانها الأصلي

ويتخذ بناء سد إليسو بعداً جيوسياسياً أيضاً لأنه يدخل في إطار مفاوضات حساسة بين تركيا والعراق بشأن مياه نهر دجلة، إذ تخشى بغداد أن يؤدي تجمع المياه في السد الى انخفاض كمية مياه دجلة التي تدخل الأراضي العراقية، مع العلم أن العراق يعاني أصلا من نقص في المياه.

ولم يعلق المسؤولون الأتراك على العمل في السد، غير أن أردوغان كان قد ذكر في وقت سابق من العام الجاري أن بلاده ستبدأ في ملء خزانه في تموز، أي بعد عام من قيامها باحتجاز الماء لفترة وجيزة خلف السد.

ويقول العراق إن السد سيؤدي إلى شح المياه لديه لأنه سيقلل التدفق في أحد النهرين اللذين تعتمد عليهما البلاد في معظم احتياجاتها من الماء. ويحصل العراق على نحو سبعين في المئة من إمداداته من المياه من الدول المجاورة، خاصة من خلال نهري دجلة والفرات.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى