آلام آخر الفرمانات خلقت إرادة قوية أمام استمرار الاتفاقيات والمؤمرات ضد الإيزيديين

تحل اليوم الذكرى السابعة والأليمة لمجازر شنكال التي ارتكبها مرتزقة داعش بحق الإيزيديين بعد فرار مسلحي الديمقراطي الكردستاني والجيش العراقي , لكن الإيزيديين استمدوا من آلام المجزرة الأخيرة، إرادة قوية في خلق تنظيم بين المجتمع الإيزيدي, وإعلان إدارتهم الذاتية, وتشكيل قواتهم العسكرية.

لم تكن مجزرة شنكال، في الثالث من آب عام ألفين وأربعة عشر، الوحيدة التي تعرض لها الإيزيديون، فقد تعرض المجتمع الإيزيدي وعلى مدى تاريخه الطويل لثلاث وسبعين مجزرة، تُعرف بين الإيزيديين بالفرمانات.

وعلى مر التاريخ، ووصولًا إلى عام ألفين وأربعة عشر، أعاد التاريخ الدموي نفسه بحق الإيزيديين، لتُسَجل مجزرة القرن بحق شنكال مرة أخرى.

مرتزقة “داعش” وبتمويل إقليمي، وتركي بالتحديد، شنوا هجومًا وحشيًّا على قضاء شنكال في جنوب كردستان، ونفذوا المجازر بحق الإيزيديين هناك.

قوات الدفاع الشعبي “الكريلا” توجهت من جبال كردستان نحو شنكال، وقدّمت العديد من الشهداء في سبيل حماية الناجين، كما عملت وحدات حماية الشعب والمرأة على فتح ممر إنساني من شنكال نحو شمال وشرق سوريا، ليصبح ذلك الممر “ممر الحياة الجديدة” بالنسبة للإيزيديين.

الآلاف من الإيزيديين قُتلوا، واختطف الآلاف من النساء، والعشرات من المزارات الدينية الإيزيدية دُمرت بالكامل كل ذلك ما كان ليحصل لولا هروب مسلحي الديمقراطي الكردستاني وتقهقر جيش دولة مثل العراق أمام ظلامي داعش .

حجم تلك المجزرة أدى إلى اعتراف الحكومتين الهولندية والبلجيكية وقبلهما دول أخرى في وقت سابق بالإبادة الجماعية التي تعرض لها الإيزيديون في شنكال، ما يفتح المجال لخطوات إيجابية للاعتراف بهذه المجازر .

وبعد مرور سبعة أعوام على آخر مجزرة، وعلى الرغم من انتهاء داعش ميدانيًّا، إلا أن الآلام ما تزال مستمرة، فالمرتزقة لم تتم محاسبتهم وكذلك الداعمون لهم، ما زالوا يرتكبون الجرائم ويكيدون لهم المخططات والمكائد ما يتحتم على الشعب الإيزيدي بناء وتعزيز إدارتهم الذاتية وقواتهم العسكرية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى